المقالات

"الحفر العراقية".. من شركة خاسرة الى شركة رابحة

2090 2016-03-24

شركة الحفر العراقية IDC شركة عامة.. تمتلك اسطولاً من الاجهزة بعدد (47) برج حفر واستصلاح، التي قدرتها (500-3000) حصان ومنها (30) جهازاً جديداً.. وتضم الشركة 8141 منتسباً منهم 8% مهندسين و 72% كوادر فنية و20% كوادر ادارية.. والذين يعملون في ظروف قاسية تصل فيها احياناً درجات الحرارة 50 درجة مئوية واكثر، مع رطوبة مرتفعة، بحيث يصعب التنفس والرؤية.. او في البرد القارص وتحت الامطار، وفي بيئة قاسية وخطرة، وساعات عمل طويلة لا تسمح بالتوقف، وتتطلب الانتباه والعمل الجماعي. فاي خطأ او غفلة، يمكن ان تتسبب بخسائر قاتلة.. ناهيك عن مخاطر سلوك البئر والذي له ايضاً مزاجه الخاص، خصوصاً والحفر يصل لاعماق 3000-4000 متراً... ويؤسفني ان اقول ان سلوك بعض الجهات الرقابية، وبعض التعليمات والضوابط، تقتل المبادرات ولا تقدر تضحيات هؤلاء الابطال، وتحاسب على ابسط شبهة وخطأ فني او اداري، مما يحبط المعنويات. فشهدنا للاسباب اعلاه وغيرها، طلبات النقل لمواقع اكثر راحة وفائدة.

رغم كثرة نشاطات الحفر في السنوات الاخيرة، والكلف العالية لاستئجار الحفارات الاجنبية والتعاقد مع شركات حفر عالمية، رغم ذلك كانت "شركة الحفر" شركة خاسرة حتى الربع الاخير من عام 2015 ولم تحصل على العقود المناسبة لتحويلها الى شركة رابحة، علماً انها نفذت حتى نهاية العام الماضي 144 بئراً جديداً و 508 لاستصلاح وإكمال ابار قائمة لمصلحة شركات التراخيص، دون ذكر ابار الجهد الوطني. وعند مسائلة الشركات الاجنبية في عدم الاعتماد اكثر على "شركة الحفر"، واستقدام المزيد من الابراج، ودفع التكاليف المضاعفة للشركات الثانوية، والاجور العالية للمهندسين والفنيين الاجانب، بدل الكلف الارخص والاجور الاقل لشركة "الحفر" والعاملين فيها؟ كان الجواب الاساس، او احدى الذرائع، بان "الشركة" غير مؤهلة من حيث اجراءات الجودة.. والصحة والسلامة.. والبيئة.

شمر المسؤولون والعاملون عن سواعدهم السمراء، وقاموا بجهود استثنائية لتحسين اداريات الشركة وكفاءتها واجراءات الجودة والسلامة والبيئة.. واقولها بصراحة ان انخفاض اسعار النفط وتراجع الواردات النفطية والضغط الشديد لتخفيض التكاليف، كان عاملاً مهماً في تغير التوجهات، والتوقف عن الخيارات والاموال السهلة.. فبدأ الضغط باتجاهين. مساهمات اكثر لشركاتنا الوطنية ومنها "الحفر" في العقود الثانوية.. واهتمام اوسع لتعظيم الجهد الوطني. وبالفعل بدأت شركة "الحفر" بفضل جهود القيادات والعاملين فيها والسجل النظيف لاجراءات الجودة والسلامة في لعب ادوار اعظم في الاتجاهين.. بحيث تحولت خلال الاشهر الاخيرة الى شركة رابحة، وتخطو خطوات حثيثة لتكون شركة بمستويات عالمية تستطيع الدخول في مناقصات ليس في العراق فقط بل خارجه ايضاً. والايجابي في الامر ان اجراءات معقدة قد انتهت مؤخراً في استحصال شهادات الجودة والسلامة والبيئة العالمية. فاستلمت مؤخراً من مدير عام الشركة السيد باسم محمد خضير الرسالة الاتية انقل بالنص ما يخص موضوعنا: "نزف لسيادتكم خبر اكمال اجراءات التدقيق لفعاليات شركتنا من قبل الشركة العالمية المدققة لانظمة الجودة والصحة والسلامة والبيئة وتمخضت عملية التدقيق بالتوصية من قبل الشركة المدققة للشركة المانحة النرويجية باستحقاق شركتنا لنيل الشهادات الثلاثة المتعلقة بالجودة.. والصحة والسلامة.. والبيئة"

نكتة اخيرة بتعبير المتفقهين.. فمن دلائل نجاح الشركة، مشاركتها –هي وشركات اخرى، كشركة المشاريع- في مد انابيب وحفر 10 ابار والوصول لابار عميقة، ولمياه عذبة تتدفق ذاتياً، بعد ان اشارت الدراسات السابقة بعدم وجود هذه المياه، وذلك كله ضمن "مشروع فدك" للعتبة الحسينة المقدسة، والذي يضم 80 الف فسيلة من اجود انواع النخيل، اضافة الى مغروسات اخرى، لتنويع مصادر الدخل وحماية انواع التمور العراقية. وقد تستطيع "الشركة" القيام باعمال مشابهة لتوفير الماء العذب لمحافظة البصرة او لمحافظات اخرى تحتاجه، ان برهنت الدراسات امكانية ذلك.. وانني شخصياً لا اعتبر ذلك خروجاً عن مهامها، بل هو من صلب مهامها لكي نجعل النفط في خدمة الاعمار والشعب.

مثال ناجح لتطبيقات الاصلاح ومفاهيمه.. فأي اصلاح –خصوصاً في المجال الاقتصادي- لا يحقق زيادة في القيم المضافة او فرصاً جديد للعمل،  او كلاهما فانه سيكون مجرد كلام ليس الا.

عادل عبد المهدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك