المقالات

العامل الصامت

1296 2016-03-23

يتحدث بعض المفكرين حول أيهما أولى ، الفكرة المجردة ام العمل الفوضوي ، وكل يميل الى حيث يهوى ، فدعاة الفكرة يكفرون بالعمل الفوضوي الذي لا يستند الى رؤية واضحة ، ودعاة العمل يعتبرون ميدان الفكر هو ترف محض . وبين هذا وذاك يمكن استنتاج امر واضح هو ان ما ينقصنا ليس منطق الفكرة ، وانما منطق العمل والحركة التي تحمل في طياتها بعداً استراتيجياً لما يجب ان يكون عليه الامر ، فأغلبهم لا يفكرون ليعملوا ، وانما ليقولوا كلاماً مجرداً ، غايته إثبات ذات ، وليس تقديم منتج يمكن تلمسه في الواقع المعاش ، وإسكات الاعلام بالكلام المنمق ، وبأسلوب التبرير الذي يرمي بالاخطاء على الآخرين ، وهذا ابرز ما موجود في الساحة السياسية العراقية ، ولم يكن احد ينتظر ان يرى غير ذلك او يسمع ، وهو حتى غير مستعد لسماع ما يوحي بعكس ذلك 

وفي زمن الاضطراب السياسي ، والانشغال بالتكنوقراط الوزاري ، يقدم لنا عادل عبد المهدي معزوفة تطرب الاقتصاد العراقي الريعي ، الذي اعتاد الشجن ، من المديونية الى العجز الى التضخم الى الركود ...... الخ ، وسط المناكفات السياسية والإعلامية التي تقرع طبول الحرب ، نراه يعمل صامتاً بدون ضجيج ، حتى انتقده اقرب المقربين عليه لانه لا يدافع عن نفسه ، كان شعاره ( دع عملك يتكلم ) ، وقد تكلم عمله فعلا ! 

كل متتبع للاقتصاد العراقي لم يكن يحلم بأن يتجاوز انتاج النفط ما وصل له الانتاج في الحكومة السابقة ، حيث كان يعتبر انجازاً كبيراً ، يرافقه الضجيج الإعلامي والسياسي حيثما جلسوا وحيثما تحدثوا ، نحن من أنتج 2،1 مليون برميل في اليوم !!! ، بينما نرى عبد المهدي قد أوصل انتاج النفط الى 4،3 مليون برميل يومياً ولا نسمع له صوتاً ، وكأنه لا يعلم بذلك ! ، فَلَو كان هذا عند غيره فهل كان سيتركنا ننام الليل بهدوء ؟! 

وفي الوقت الذي يستورد فيه العراق كل شيء ، أفكاره ، مشاكله ، حلوله ، احتياجاته الحياتية ، لا نراه يصدر شيئاً يذكر ، مجرد مستور ، يستورد كل شيء ، حتى بات ينظر لنا ويشبهنا البعض بالمقبرة التي تأخذ ولا تعطي ، وزارة النفط ولأول مرة في تاريخ العراق تصدر الغاز السائل الى الخارج ، بعدما كان يحرق في زمن الحكومات السابقة ، فهل سيشمل التغيير من تحدث عمله ، ويتغاضى عمن نراه في شاشات التلفاز اكثر من المقدمين انفسهم ، لانه ليس لديه ما يعمله ؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك