المقالات

"التخادم" على الطريقة الحزبية..! / قاسم العجرش

2032 2016-03-17

قاسم العجرش

  ثمة ظواهر عديدة؛ ترافق أي تحول سياسي وأجتماعي كبير، كالذي حصل مع عمليتنا السياسية؛ التي شرعنا بها عقيب زوال نظام صدام، إذ تميزت بنهم وشراهة الساسة الجدد المفرط،  نحو المراكز التنفيذية.

هذا النهم والشراهة؛ يكشفان عن أمور عدة ، يأتي في مقدمتها ان تلك المراكز، تتوفر على إمتيازات ومنافع كبيرة، لا توجد في أي نشاط إقتصادي أو مجتمعي خاص، كما أنها تنفتح على بوابات الجاه والنفوذ المجانيين، وإمتلاك آهاب السلطة وأبراجها.

فضلا عن الشراهة والنهم، تميزت العملية السياسية أيضا، بتزاحم شديد بين القوى السياسية، على أن تكون لها؛ مواطيء أقدام قوية في مؤسسات الدولة، وتحول هذا التزاحم؛ في جميع مراحل عمليتنا السياسية، الى مشكلة مستعصية الحل.

من إنعكاسات التزاحم وتداعياته، إستحداث كثير من المناصب والمراكز الوظيفية، وإستحداث مؤسسات فضفاضة وبعناوين مختلفة، ويقدم عدد نواب رئيس الجمهورية، ونواب رئيس مجلس النواب، وعدد النواب، ونواب رئيس الوزراء، والوزراء ووزراء الدولة، ووكلاء الوزارات ومستشاري رئاسة الوزراء، ورؤساء الهيئات المستقلة، وقادة الأجهزة الأمنية المتعددة، وعدد أعضاء مجالس المحافظات، ورؤساء المؤسسات والمديرين العامين..وغيرها، أرقاما مفزعة، ويدلل على أن الإدارة الحكومية العراقية، ليست مترهلة فحسب، لكنه مصابة بتضخم؛ لا تجدي معه العلاجات قط، وليس من سبيل إلا بعملية جراحية، باهضة التكاليف على الصعيد السياسي والوطني.

لقد أدى هذا التزاحم الى نتيجتين، واحدتهما أخطر من الأخرى:

الأولى؛ أن مراكز العمل في الدولة، تحولت الى إقطاعيات حزبية، وبات إطلاق تسميات وزارة الحزب الفلاني، أمرا طبيعيا، بل أن كلمات مثل المدير العام الفلاني، من "جماعتنا" أو "ربعنا"، تسميات قيد التداول الطبيعي، ولا تلقى إستهجانا بل إستحسانا..

الثاني؛ هي تخريب العمل السياسي، وتوجيه أعنته، بإتجاهات لم تكن مطروقة في العمل الحزبي والتنظيمي، ونسمع ونقرأ في مواقع التواصل الإجتماعي، وفي كروبات التليكرام، الخاصة بمنتسبي الأحزاب والقوى السياسية قاطبة، خصوصا تلك التي تشارك في الحكومة بوزراء، لوما وإحتجاجات، وإتهامات وسخرية، من قبل منتسبي الحزب الذي ينتمي اليه الوزير، لأنه لم يخدمهم بما فيه الكفاية، أو لأنه لم يفتح أبواب مكاتب الوزارة لهم على مصاريعها، كي "ينتفعوا" من خلالها..

باتت أيضا مفردة "التخادم"، واحدة من المفردات الشهيرة، وهي تعني أن على المسؤول الحكومي، الذي ينتمي الى حزب ما، أن يقدم مع الممنونية خدماته الى منتسبي حزبه، صاغرا ذليلا مقرا في كل لحظة، أنه ما وصل الى موقعه الوظيفي، إلا بفضل حزبه ومنتسبيه..!

كلام قبل السلام: ما كل ما يعرف يقال، لأنه لو قيل؛ لهدم بيعا وصوامع على رؤوس ساكنيها..!

 سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك