المقالات

عراقي يصارع كل العراقيين..!/ قاسم العجرش

1752 2016-03-12

قاسم العجرش

 يوم دخلت قوات الأحتلال الأمريكي الى العراق، كانت سرفات دباباتها تنهب الأرض نهبا، وبدت الصورة؛ وكأن البلاد خالية من جيش، يقف لسويعات على الأقل.

كانت دبابتان فقط من نوع الأبرامز، قد دخلتا الى بغداد، حيث وصلتا أولا الى تقاطع ام الطبول، ثم توجهتا الى قرب مستشفى اليرموك حيث وقفتا قليلا، ثم ما لبثتا أن واصلتا سيرهما ال عمق المدينة، حيث توقفت إحداهما فوق جسر الجمهورية، تماما في وسطه، لتطلق طلقة الأنتصار المزعوم، على فندق الشيراتون..

حصل ذلك؛ في لحظة التي كان فيها محمد سعيد الصحاف، وزير أعلام صدام يعقد مؤتمرا صحفيا، يتحدث فيه عن هزيمة "العلوج"، وهو الأسم الذي أطلقه على القوات الغازية.

هذه المقدمة الإستعادية، لنبين أن المحصلة النهائية لما جرى في العراق، كانت خروج قوات الأحتلال الأمريكي عام 20011، بطريقة معاكسة تماما، للطريقة الأستعراضية التي دخلت فيها، لأنها لم تعد قادرة على البقاء ساعة واحدة أكثر، وأكتشفت أن ثمن البقاء، سيكون أكثر تكلفة من ثمن الأحتلال، وأكتشفت أيضا، أنها لم تعد قادرة على الأدارة المباشرة، لعملية التحول التاريخي في المنطقة، والذي جائت الى العراق من أجله.

بالنتيجة فإن الحقيقة تفيد؛ بأن كثير من مفاصل العملية السياسية في العراق، خرجت عن يد المحتل، تلك العملية التي تصور أنه أحكم تصميميها، وفقا لمتطلباته وأحتياجاته وأهوائه؛ لتخدم مصالحه.

النتائج لم تكن مثلما أراد المصمم، وتحولت أتجاهات الريح، بما لا يخدم أبحار السفينة بربان أمريكي، كما أن المؤشرات والمعطيات في المنطقة، أعطت مؤشرات الخروج عن السيطرة، و"الثورات" التي مكننتها، آلات التخطيط الستراتيجي الغربية والأمريكية، خرجت هي الأخرى عن التحكم والسيطرة..ولذلك يجري اللجوء حاليا، نحو الإدارة بطريقة لسيت مباشرة، أي الإدارة من خلال إيدي بقفازات..!

تستعيد ذاكرتنا وإياكم أيضا، أنه في مصر الثورة تعيد بناء أولوياتها، وثبت للثوار أن العسكر ليسوا حماة للثورة، أنهم حماة لأنفسهم وأمتيازاتهم، وها هي تذهب نحو الديمقراطية بثبات، وليبيا ما بعد القذافي، حمم يصيب شررها، أماكن ابعد من ليبيا بآلاف الكيلومترات، اليمن مستنقع الداخل فيه مفقود، والخارج منه مولود، سوريا يبحثون فيها عن سبيل للخروج من مأزقها.. في العراق؛ داعش على وشك الإضمحلال والذوبان..

هذا يعني ان تخطيطهم خاب، وأنهم قد خسروا ولكنهم لم يعترفوا بالهزيمة بعد، ولذلك فهم يعملون بمعونة آل سعود وبقية دشاديش الخليج، على إغراق العراق تحديدا، بحالة واسعة من الفوضى وإنعدام الوزن.

كلام قبل السلام: الحقيقة أن صراعات المرحلة المقبلة، التي يراد لها أن تنشب هنا في العراق، ستأخذ نمطا جديدا، هو نصارع بعضنا بعض، بطريقة تراكمية، حيث كل عراقي يصارع كل العراقيين!

سلام...

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك