المقالات

معاق صوب القمّة ...

1694 2016-02-16

تنوع الخلق حكمة ربي وحده يعرفها، والعوق إنما هو نموذج ليعرف المخلوق أن الخالق قادر على أن يفعل ما يريد، ولكن هنالك معوقين كان السبب في عوقهم الإنسان والحوادث أولاً ووزارة الصحة أو المستشفيات أو الدكاترة أو المضمدين يكونون السبب الثاني في عوق هؤلاء .

الإهمال من قبل الحكومة السابقة لازال لحد يومنا هذا ساري المفعول، وأحد أولائك "أحمد" المصاب بشلل الأطفال، جعله يستعمل عكازين يعينونه بعد أن ساعدته التمارين المجهدة، ليكون بصورته الحالية، ولا يتحمل الأثقال لكنه يعمل، ويعين نفسه سيما وأنه يقود عائلة في حياة والديه حتى بعد فقدهم .

شلل الأطفال لم يمنعه من تأهيل نفسهِ، وجعلها مؤثرة في المجتمع، وصعوبات العيش أيام الحصار والعوز لم تقف حائلا بينه وبين صف الرجال، كان في عائلته المستشار لان إحتكاكه مع كل الطبقات وتعاطف الناس معه جعله بالمقدمة، لما يحمل من أخلاق دمثة وتصرفٍ يدلُّ على بلوغهِ قبل أقرانه من سائر الناس، وحبه للرياضة كان أول محاط رحلته مع العوق المؤرق، لانه لا يمكنه العمل بالأعمال الثقيلة مع وجود العزم والارادة لديه، لكن العكازان يحولان دون ذلك، حيث شارك في رياضة لمعوقين مع المشابهين لحالته، وصل لحد أن يكون محط الأنظار بين باقي الفريق، لكن حظه العاثر وقف دون المشاركة مع باقي فريقه، بعذر من المسؤولين انهم دون المستوى المطلوب! وسيتعرضون للخسارة التي تتصدر تقديراتهم الخاطئة، مقارنة مع باقي الفرق التي تمتلك كل المؤهلات، التي ترعاها دول المشاركين البقية في البطولات الدولية، والتهميش الذي طاله مع فريقه أثار في داخله شجون، لأنها أول محطة له في الحياة وفشل فيها، ولم يكن هو السبب بقدر ما أن المسؤولين هم الذين لا يريدون لهم النجاح.

بعد عجزه من التهميش في أي نشاط يعمل به، إتجه الى العمل الفردي، ناسيا كل العمل المضني الذي جرده من كل ما يملك، من تحويشة العمر الذي باعها ليحولها للعمل في سبيل إيصال صوت المعوق، الذي لا يقبض سوى خمسين الف كل شهر تجمع على ثلاث أشهر، التي لا تكفي لطفل بعمر الرضاعة، فكيف به وهو رجل يدير عائلة ؟!.

الإبداع لا تقف الإعاقة دونه، لانه يمتلك الإرادة والتصميم، في سبر كل الأغوار التي يمكنه من خلالها إيصال صوت المعاق، الذي لم تنصفه لا الحكومة الماضية ولا الحكم الديمقراطي، الذي من المفروض أن يكون أكثر حرصاً، كما في سائر الدول حتى الفقيرة منها، واتجه صوب الإعلام الذي تم توجيهه من خلال أحد الاعلاميين، عن كيفية النشر وإيصال الفكرة لتصل الى الدولة صاحبة القرار، وإنصافهم من الظلم الذي وقع عليهم .

الاتجاه صوب فتح صفحة في الفيس للتواصل مع كل المعاقين في الوطن وتقديم النصح والمشورة لهم يشعره بأنه قريب منهم وينال منهم الاعجاب كونهم لم يتصل بهم احد من قبل وتقديم المساعدة من المسؤولين وتشجيعهم له كان حافزا مكملا في السير الى القمة التي كان يرجوا انصافه مع بقية اقرانه والعكّاز المرافق له في السفر الحل جعل العدد يزيد الى خمسمائة معوق في صفحة "صوت المعوق العراقي" كان القمة التي يرجوها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك