المقالات

مكنسة المرجعية..!/ قاسم العجرش

2014 2016-02-13

قاسم العجرش

ثمة من يرى أن لا إشارات سياسية قد أطلقت، عندما حمل ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ مهدي الكربلائي المكنسة في كربلاء، بعدما اعلنت عزمها على التوقف،عن التعاطي بالشأن السياسي، إلا عند الضرورة، ووقوع ما يستلزم أن تتحدث بشأنه! 

يقول هؤلاء، أن قضية المكنسة المرجعية، لا تعدو أن تكون قضية تربوية، نتيجتها أن نتعلم كيف ننهض بإعباء الخدمات، إذا ما قصرت الحكومات المحلية، أو شحت الأموال بيدها، أو إذا كان الحال ينطوي على الإحتمالين معا، كما هو الحال في كربلاء المقدسة.

الواقع أن هذه الرؤية؛ ترسل بدورها إشارات غبية، تحاول تفسير عمل سياسي كبير، بتفسيرات لا تنطبق عليه إلا في حدود ضيقة..

مكنسة المرجعية الدينية العليا؛ التي حملها ممثلها الشيخ الكربلائي بمنزلته الرفيعة، تمثل الرمز الذي ستستخدمه المرجعية في قادم الأيام، لمعالجة مخلفات الأخطاء، التي أرتكبتها الإدارات الحكومية، والأجهزة التمثيلية، فضلا عن الفوى السياسية..

المكنسة كاداة للإصلاح، يمكن أن تكون أمضى سلاح، في عملية الإصلاح التي لا مناص من أن نسلكها جميعا، شعبا وسلطات، حكومة وبرلمان ، حكومات محلية، وهي نافعة جدا؛ لأن العراقيين أعيتهم  سوء الممارسة، وأكلت من حاضرهم كثيرا ودمرت مستقبلهم..

التجربة المنصرمة منذ 2003 ولغاية اليوم، أوصلت العراقيين الى وضع لا يعولون فيه، على التصديق بأن مجرد النوايا الحسنة، والتوجهات العامة، يمكنها أن تقود للمنشود من إصلاحات شاملة، لأن النوايا وحدها لا تصنع المستقبل، فهي بحاجة أولا، الى إرادة قوية مؤمنة بأنها تستطيع التغيير، وثانيا أن تحول هذه الإرادة الى فعل عملي ملموس..

إن أطروحة الإصلاح، أمست ضرورة قصوى، ومن المهم جدا؛ أن تتم مراجعة العملية السياسية ومخرجاتها، ومراجعة الأداء الحكومي، والذهاب الى جراحات صعبة، تقتضيها حالتنا المرضية.. لكن حديث الإصلاح الراهن، يبقى في إطار غائم الملامح غامض التكوين، لأن ملامح الإصلاح، والتغيير المطلوب لدى الساسة عموما، والذين في المقدمة منهم خصوصا، مجرد توجه تعميمي؛ خال من التفاصيل والاشتراطات اللازمة، التي يستوجبها التغيير والإصلاح.

معظم أطاريح الإصلاح التي يتحدث بها الساسة، تمثل نماذجا عملية لخداع النفس، الذي وقع فيه المنخرطين بالحقل السياسي، فهم يخدعون أنفسهم؛ إن ظنوا أن التغيير والإصلاح، هو لعبة تنازلات، أو في أرضاء هذا الطرف أوذاك، بمواقع تنفيذية تشغلها قاذورات العملية السياسية.

كلام قبل السلام: هذه القاذورات، هي المعنية بمكنسة المرجعية..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك