المقالات

نظامنا ومجتمعنا.. عطال بطال

2507 2016-02-12

يعتبر العراق من البلدان المتوسطة الدخل.. وخلافاً لكثير من الدول لم يستثمر العراق خلال نصف القرن الماضي ثرواته النفطية او المائية او الطبيعية او البشرية كما يجب، بل سار اكثر فاكثر في طريق الحروب الداخلية والخارجية، وسياسات الانفاق العبثية، والابتعاد تماماً عن الاساليب الطبيعية والصحيحة في انماط العيش وتوليد الثروات، فنتج عن ذلك كله نظاماً عاطلاً لا يمكنه العيش ان انقطع عنه شريان النفط، ومجتمعاً بطالاً لا يعمل.

اذا استثنينا كردستان لعدم وجود ارقامها تحت ايدينا، التي لا تختلف كثيراً عن بقية العراق، واذا ما تكلمنا بالعموميات لتسهيل الطرح، واردنا احتساب القطاعات المستهلكة وغير المنتجة من شعبنا، فيمكننا ان نبدأ بقطاع تلاميذ المدارس والذي تعداده 9 مليون تلميذ وطالب تقريباً.. يضاف اليه طلبة الجامعات والذين يقدر عددهم بـ650 الف طالب، فاذا اضفنا المدرسين والمعلمين والاساتذة فان القطاع التعليمي سيمثل 10 مليون مواطن تقريباً. اما قطاع الموظفين والمتقاعدين، بما فيهم القوات المسلحة فيصل تعداده الى حوالي 7 مليون موظف ومتقاعد تقريباً، وهذا ايضاً قطاع اداري، او غير منتج في غالبيته الساحقة. وتبلغ نسبة من هم دون سن المدرسة حوالي 12% من السكان، اي حوالي 4 مليون نسمة. ويمكننا تقدير عدد الشيوخ من هم خارج سن العمل من غير المتقاعدين، وربات البيوت اللواتي لا عمل لهن، والمعاقين والسجناء، الذين تقدرهم بيانات وزارة التخطيط بحدود 25% من السكان، اي 8 مليون نسمة.. فاذا جمعنا الارقام اعلاه فسنصل الى حوالي 29 مليون نسمة، اي حوالي 90% من السكان البالغ عددهم حوالي 32 مليون نسمة، بدون كردستان.. فاذا اضفنا عدد العاطلين فعلاً عن العمل، فاننا سنصل الى مجموع السكان.

اردنا –عبر الارقام اعلاه- اعطاء صورة تقديرية سهلة الفهم لحجم المساحات غير المنتجة.. ونؤكد ان الواقع ليس بعيداً عن ذلك.. وهدفنا كشف الخلل الكبير الذي ان لم يحل من اساسه فسنستمر في توليد مجتمع عاطل ودولة مترهلة غير منتجة تشكل بيئة للفساد والهدر والتخلف، ستنمو باستمرار وتزداد صعوبة حلها.. فنحن نظام لا ينتج بالمعنى الحقيقي للكلمة.. وان من ينتج ثروة العراق لا يمثل اكثر من 2% من السكان اي حوالي 120 الف عامل.. اما بقية النشاطات الزراعية والصناعية فهي لا تشكل ايضاً سوى نسبة قليلة، ناهيك عن ضعف انتاجها.

فهناك خلل خطير في مجمل نظامنا ونشاطات شعبنا.. هناك خلل في نظامنا التربوي والتعليمي، وتوجهه نحو الشهادة كاساس للتعيين الوظيفي، وليس نحو الخبرة والمهنة والعمل والتخصص في مصادر الانتاج المولدة للثروات.. وهناك خلل في نظامنا الوظيفي وتوجهه اساساً نحو الادارة والبطالة المقنعة والقدم والترفيع وليس نحو انتاجية المصالح والخدمات التي تديرها.. وهناك خلل في نظامنا الامني الذي يعتمد على العنصر البشري، قبل العنصر التقني والفني.. باختصار هناك خلل في اسس نظامنا واولوياته.. والمطلوب تصحيح ذلك ان اردنا الاصلاحات الجدية.

عادل عبد المهدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك