المقالات

اسألوا كبير الفاسدين

1612 2016-02-03

تراكمت لدي الإنطباعات, كأحد أفراد الشعب العراقي, بعد إطلاعي, على ما جاء, في تقرير منظمة الشفافية العالمية, الذي جعل العراق, ضمن الدول العشر الأكثر فسادا في العالم, لعام 2015, تقرير بدا وكأنه, اخذ بنظر الإعتبار, مراعاة مشاعر العراقيين, لأننا أهل الدار, ونحن أدرى بالذي فيها, وجميعنا يعترف, ان لا يمكن, ان نقاس ببلد يسيطر عليه الفساد, فهناك من جعلنا, قبلة الفساد في العالم.

تأخذني الأفكار بعيدا, لإستذكر بعض اللمحات, من تأريخ الصين, بعد خروج الإحتلال البريطاني, حيث شخصية الزعيم, الذي حكم البلاد, بعد ان أصبحت مرتعا لمافيات العالم, وبؤرة للفساد, أنتظر ثلاثة أسابيع, بعد ان فاز بالإنتخابات, التي حصل فيها, على نصف أصوات الشعب, ليجعل من الصينين, أما مواطن يتمتع بكافة الحقوق, او مجرم مصيره القتل, فجمع في يوم واحد, وفي مكان عام, مئة ألف مجرم, ليقوم بإعدامهم, منذ ذلك الحدث المهول, أصبح هم المواطن الصيني, البيت والعمل, لتصل الصين, الى هذه المرتبة المتقدمة في العالم.

أستنسخت التجربة الصينية في العراق, بعد سقوط حقبة البعث, وكذلك كان لدينا زعيما, جعلنا ننتظر التقارير الدولية, كل يوم, لابهدف منافسة التطور الصناعي العالمي, او مواكبة الدول الإقليمية في المجال الزراعي, بل جعل من بلاد السومريين, الذين علموا الأخرين, الكتابة والقراءة, مقترن بالفساد اين ماذكر كان العراق في طليعة الدول, حتى أصبح كل مواطن, عندما يسافر الى اي مكان, ويقول انا عراقي, يقولها على مضض.

مالايختلف عليه إثنان, ان الفساد لايعد ولايحصى, ولاشك ان السير في طريق الإصلاح, ومحاسبة الفاسدين, مهمة صعبة, ولكنها ليست مستحيلة, فهناك من يعمل, على تعطيل هذا الملف, و يحاول ان يغض الطرف, ولكن عن اي جريمة, عن سقوط الموصل ومجزرة إسبايكر, ام عن السندات الوهية وعقود التسليح, ام عن الفضائين ومكتب القائد العام, الذي أصبح بورصة, لبيع الرتب العسكرية, التي بدورها, جعلت خطر داعش, على حدود بغداد.

مايقلق المواطن, هو المستقبل الإقتصادي المجهول, في ظل حكومة, تتعكز على الإستقطاعات, وفرض الضرائب, التي يدفع ثمنها الفقراء وذوي الدخل المحدود, ولاتشعرهم بأنها تمتلك القدرة, على إيجاد الحلول, فكيف للمواطن العراقي, ان يأتمن هذه الحكومة, التي بالرغم مما يعانية البلد, من إنهيار إقتصادي, لم تحرك ساكن, تجاه عشرات المليارات, التي لايعرف مصيرها, من ميزانية عام 2014.

في الختام, على القضاء وهيئة النزاهة, ومن يمتلك القرار, ان لايجعلوا من داعش, قميص عثمان, كلما طالبناهم برفع راية الإصلاح, ومحاسبة من أخذ بأيدينا الى الهاوية, لان البلد يحتضر, ولاشيء بعد الإحتضار سوى الموت, وليس بوسعنا, إنتظار مشروعكم الوطني القادم, وهو إكرام الميت دفنه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك