المقالات

وزارة الصناعة ودمج الشركات.. السمنت الجنوبية وسرقتها في وضح النهار

1775 2016-01-05

كم صدعنا ساستنا, بخطبهم الرنانة, وخصوصا أثناء الانتخابات, عن ضرورة دعم الصناعة الوطنية والنهوض بها, وجعلها واحد من اهم موارد الخير للبلد, للتخلص من الخضوع, لسطوة النفط كمورد وحيد.

عندما تولى التيار الصدري وزارة الصناعة, تفاءل بعض المراقبين خيرا, لتوقعهم أن يحاول التيار الصدري, إثبات وجوده, وتحقيق شعاراته التي طالما تغنى بها, ولم يظهر منها على أرض الواقع إلا القليل.. وأنتظر الكثيرون أن يحصل شيء, بعد تبديلهم الوزير, وترشيحهم لشخصية جديدة, وهذه قدمت سلسة من الخطوات الإصلاحية, وكان منها فكرة دمج وزارات الصناعة.

دمج الشركات واتحادها, فكرة اقتصادية ناجحة, على أن تكون محسوبة, لكنها وفي كل دول العالم, تترافق مع تقليص العمالة, وخفض النفقات, وزيادة فعالية الشركة الجديدة, لكن هذا يشترط أن تكون كلا الشركتين السابقتين, هي شركة ناجحة, وإن كانت إحداهما, أضعف من الثانية, فعندها تصبح العلمية استحواذا وامتلاكا.

ما حصل من دمج للشركات, التي كانت أصلا متوقفة, أو تابعة للتصنيع العسكري السابق, كان قرار متوقعا ومنطقيا, كونها شركات كلها متهيكلة, أو لا تملك من مقومات الشركات الحقيقية إلا الاسم, لكن أن يتم دمج شركة عملاقة, كالشركة العامة للسمنت الجنوبية, مع شركتين للسمنت, إحداهما تقع في بغداد, ولا تملك إلا مصنعا واحدا, ويديره مستثمر خارجي, وشركة أخرى, مقرها في مدينة الموصل, وكل معاملها مدمرة وعلى يد الإرهاب.. والأدهى من ذلك, أن يجعل مقر تلك الشركة, في مكان لا علاقة به, بهذه الشركة العملاقة, هو الأعجب والأغرب؟!

لمن لا يعرف عن السمنت الجنوبية شيئا, فهي شركة أسست منذ عام 1995, وتملك ثمانية معامل, منها 7 لإنتاج السمنت, وتغطي ما يقرب من 85% من حاجة العراق من السمنت, فيما الشركات الأخرى, وهي العراقية, والشمالية, فتملك كل منهما أربعة معامل للسمنت, لكن أولاهما, تملك معملا واحد في الخدمة فقط, والأخرى, يملكها الإرهابيون حاليا!؟

قيل الكثير عن مبالغ مليارية دفعت, لأجل الحصول على منصب المدير العام, للشركة الجديدة, وقيل أكثر عن تبريرات تتعلق بالطائفية والمحاصصة, لكن ما لم يقال, أنها سرقة في وضح النهار.. نعم فقد سرقت النجف الأشرف والسماوة وبابل والبصرة, إضافة لما يسرق منها يوميا, فقد كانت تلك المحافظات, وهي التي تقع فيها معامل السمنت الجنوبية الثمانية, وتلك المدن كانت تعتمد على تلك المعامل, في إدارة جزء من اقتصادها, وتوفير مواردها, من خلال موظفيها, لكن الأهم أن أرباح تلك الشركة, كانت تخصص لتطوير معامل الشركة واستمرارها, وخصوصا إن علمنا أن تلك المعامل بنيت منذ السبعينات والثمانينات.

كان دمج الشركات الخاسرة معا, خطوة صحيحة, أما أن تدمج معهم شركة كانت, على أبواب النهوض, وتحقيق التعادل المالي, والاكتفاء الذاتي, وتوفر رواتب موظفيها, وتنجح في تأهيل معاملها, فهي خطوة أقل ما يقال عنها, أنها حمقاء.

قيل قديما, أننا يجب أن نأخذ تصرفات الأخرين, بحسن النية, ونحملها على سبعين محمل, لكن ما حصل من سرقة للسمنت الجنوبية, ومعاملها, والمحافظات التي تقع فيها تلك المحافظات, وما سرب عن مبالغ دفعت, لأشخاص نافذين, ولجان اقتصادية لأحزاب, يجعل من المستحيل علينا, أن نفكر بحسن نية, في هذه السرقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك