المقالات

أكذوبة عام 2015 -.2

1562 2015-12-24

وقد تساءل الكثير من المراقبين السياسيين كيف تم تسويق هذه الأكذوبة وبهذه السرعة المذهلة ؟ وكيف يحق لمملكة جنرالات الحرب الجدد الذين تربوا في حضن الإرهاب وخرجت مدارسهم وجامعاتهم عشرات الآلاف من الإرهابيين القتلة وآنتشروا كالسرطان في الأرض وقتلوا وذبحوا ودمروا وأحرقوا وعاثوا فسادا في بلدان إسلامية أن يكونوا حلفا لمحاربة أفكارهم الجهنمية التي خرجت من عقر دارهم بشهادة معظم الخبراء في العالم.؟ وكيف يحق لنظام ملكي مهووس بقتل النساء والأطفال في اليمن وسوريا والعراق ويعتبر آكلي الأكباد والقلوب بأنهم (ثوار )أن يترأس تحالفا إسلاميا ضد الإرهاب ؟ولماذا تشن وسائل إعلامه هجوما ضاريا على المحاربين الحقيقيين للإرهاب وهم روسيا وإيران والعراق وسوريا .؟

ولماذا باركته الولايات المتحدة ونظام أردوغان الذي فتح حدود تركيا على مصاريعها لدخول عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا والعراق.؟وهل باستطاعة نظام ملكي وراثي ظلامي مغلق يحط من قدر المرأة أن يكون محاربا للإرهاب.؟ وما الغاية من توقيته والعالم ينتظر من مؤتمر جنيف أن يحقن دماء السوريين ويضع حدا لمأساتهم الكبرى.؟وهل يعقل إن تحالفا يتم بين دول الكثير منها دولا هامشية لم تحارب الإرهاب يوما عن طريق الهاتف.؟

والحقيقة المرة تقول إنه لايعدو عن كونه تكتلا طائفيا بغيضا يقوم به آل سعود بقوة الدولار ليصنع مظلة شرعية للإرهاب بطرق ملتوية. ويمهد لمغامرات عسكرية نواتها مجموعات من المرتزقة للتدخل في دول عربية تحارب الإرهاب وعلى رأسها سوريا والعراق.وما تسويق أحرار الشام وجيش الإسلام الإرهابيتين بأنهما جهتان تسعيان لنشر(الديمقراطية) في سوريا إلا تمهيد لتسوق جبهة النصرة معهما في مرحلة لاحقة.

إن هذا التحالف الجديد الذي أعلنته مملكة آل سعود هو رد على الدور الروسي الذي قصم ظهر الإرهاب في سوريا ، وتلميع لوجه هذه المملكة القبيح بعد أحداث باريس وصدور تقرير المخابرات الألمانية الذي كشف عن الكثير من مساوئ نظام الحكم السعودي وخطره على جيرانه . فالنظام السعودي الذي أنتج الإرهاب لأكثر من مئة عام لايمكن أن يكون محاربا لأطفاله الذين رضعوا من حليبه الفاسد، وتربوا في حضنه. وهو يحاول أن يجمع تكتلا ليكون له غطاء شرعيا في شن حروب طائفية جديدة في المنطقة تساعد على تقوية شوكة الإرهاب في المنطقه. والذي يحز في قلب كل مواطن مسلم غير ملوث بمرض الطائفية إن مؤسسة عريقة كالأزهر تنساق وراء هذه الأكذوبة . 

إن محرقة العصر التي أشعلها النظام السعودي في اليمن يسعى لإشعالها في مناطق أخرى ليقول عن نفسه إنه أعاد الكرامة للأمة العربية. ويمكننا أن نعتبر إن هذه الأكذوبة التي أطلقها الجنرال المراهق محمد بن سلمان هي أكذوبة عام 2015 وإن غدا لناظره قريب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك