المقالات

الجيش العراقي في خطر

2006 2015-12-18

تأخرت في العودة, بسبب ازدحام كبير, في وقت الذروة, بالتحديد الساعة الرابعة عصرا, حيث دخول سيارات الحمل الكبيرة, ورجوع العمال والموظفين لبيوتهم, وسبب الازدحام قيام أمانة العاصمة بترقيع شارع الداخل, فهكذا تجري الأعمال في بلدي, أنها قمة الفوضى, والضحية فقط المواطن المسكين, اقبل الباص (كية), كمنقذ في لحظة عسر, فتشبثت به, فلم أجد مقعدا في الباص, ألا بالجلوس لجانب احد الجنود, وتفاجئت بأنه صديقي قيس, وكان يحمل حقيبة كبيرة, مع عكاز لوجود عجز في ساقه.

فسألته عن حاله, وعن حال الجيش هذه الأيام, فقال أن الحال لا تسر, بسبب تنامي غول الفساد, مما يهدد كيان الجيش.

فاخذ يحدثني عن الفساد, حيث كانت لديه مراجعة طبية لحالته, بعد تعرضه لانفجار, اثر على ساقه, فكان هناك خطا في اسمه, بتقارير مراجعته, فكان رأي الضباط المسئولون, أما أن يعيد كل مراجعته للمستشفى, أو يدفع خمسمائة ألف دينار, فيتم تصحيح اسمه, فلم يجد سبيل ألا دفع الرشوة, لينقذ تقاريره الطبية من الضياع, هكذا الفساد ينخر جسد المؤسسة العسكرية.

أما قصص مخازن الأسلحة والعتاد, فهي من الغرائب, يقول صديقي قيس, استلمنا رشاش كبير يعمل على الحاسوب, بحسب المعلومات, بأنه وبضغطة زر الحاسوب يرمي أطلاقاته, لكن العجيب أن الحاسوب لم يصل, فقد الرشاش الكبير! مما يعني أننا استلمنا سلاح عاطل, ثم استلمنا أربع قناصات حديثة, لكن بمنظار واحد! مما يعني أن ثلاث قناصات عاطلة, وهذا نقطة في بحر كبير, من فساد منظم بين الوحدات والمخازن, بعيد عن عيون الرقابة.
قصص فساد المنظومة العسكرية, تتناقلها الفضائيات والأعلام, وبالأدلة والمستندات, لكن هناك غياب تام للقضاء, وما قصص صديقي قيس, إلا سطر في رواية كبيرة, عن ما يجري في الجيش من فساد, فتصور مع هكذا فساد, كيف يمكن أن ننتصر بالحرب ضد داعش.

الفساد هو ما عجل بسقوط الموصل, وهو ما جعل داعش يتمدد, وهو اليوم ما يعطل الجهود, للخلاص من الدواعش, فعلى النخبة الحاكمة أن تنتبه للخلل, بتشديد الرقابة على المفاصل الحساسة, للمؤسسة العسكرية, وإقصاء شبكات الفساد مهما كانت رتبها ومناصبها العسكرية, كي تتوحد الجهود في حرب الدواعش,ونحقق النصر النهائي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك