المقالات

داعش وليدة ذلك اليوم

1943 2015-12-13

حياة مليئة بالإنحطاط والتخلف، الغلبة فيها للقوي، الذي يبطش بالآخرين، وقيم إجتماعية منحلة، تعبر عن تخلف وجهل كبير، كل هذه السمات كانت الصورة الأبرز، للحياة في جزيرة العرب كما تسمى. 

الرسالة الإسلامية، وقائدها العظيم محمد (صلوات ربي وسلامه عليه)، كانت الطفرة والنقلة الكبيرة، التي جاءت ثائرة على كل تلك القيم المتخلفة. 
تكذيب ومؤامرات، وعدوان ومكيدة، قام بها أسياد مكة، في سبيل محاربة هذا النبي الهمام، ورسالته الجديدة، كان أبو سفيان وأبو جهل وأبو لهب، عرّابي هذه المؤامرات، وصار بيت أبي سفيان مقرا ومرتعا لكل حثالات الظالمين والطغاة، يحوكوا ويرسموا الخطط لوئد الرسالة في مهدها.
رغم كل هذه المؤامرات، وحياكة خيوطها بعناية، وبناء تحالفات مع رموز الكفر، والدعم والتمويل الكبير من ما يسمى بأسياد قريش، رغم هذا كله، إلا إن النبي الخاتم محمد صلوات ربي عليه، بلغ الرسالة، وبذل جهده ومجهوده، في سبيل إنتصار قيم السماء المُثلى، على قيم التخلف والظلم، التي كانت ممثلة بابي سفيان ورفاقه. 

إصرار المصطفى الخاتم صلوات ربي عليه، وهمته العالية في التبليغ، مسددا بتوفيقات الباري عز وجل، مكنته من بناء دولة، والإنتصار على ذوي الأحقاد والمطامع، فوضع في يثرب اللبنات الأساسية لهذه الدولة، والتي مكنته والمسلمين معه، من فتح مكة بذلك الفتح العظيم، الذي شهد القرآن الكريم. 
أمام هذا النصر العظيم، لم يكن لقادة الشرك والنفاق، إلا إعلان الإسلام ظاهرا، خشية من الدولة الإسلامية، هذا الإسلام الظاهري، جعل أولئك المنافقين أن يحيكوا المؤامرات، والدسائس لضرب الإسلام من داخله، في أقرب فرصة تسنح لهم. 

مؤامراتهم هذه؛ إستهدفت هرم الرسالة، من خلال محاولتهم الفتك بالنبي الخاتم وإغتياله، الأمر الذي نجحوا فيه في نهاية المطاف، ليقضوا على حياة ذاك النبي، الذي ضحى بالغالي والنفس، لأجل رفعة الناس وسعادتهم، فإغتالوه بسم ظل يسري في جسده الشريف. 
خلال مدة معاناة المصطفى صلوات ربي عليه من اثار السم، وفي أيامه الأخيرة، كان كل همه هو تثبيت دعائم الإسلام، من خلال تاكيده، على تسمية الوصي من بعده، والذي يحمل نفس صفات النبي صلوات ربي عليه. 

وفي لحظاته الاخيرة، وهو ينازع الموت، طلب ممن حوله، وفيهم الخليفة الإول والثاني، طلب قرطاس وقلم، ليكتب للمسلمين ما إن تمسكوا فيه لن يضلوا بعده، عندها قال عمر بن الخطاب، حسبنا كتاب الله، ورفض أن يكتب النبي ما يصلح حال الأمة بعده. 
من هذه النقطة! حدث الإنقلاب الذي كان يخطط له المنافقون، وأصبح الإسلام معسكرين، الإول هو المعسكر الأصيل، الذي إخذ بوصية النبي، بالتمسك بعترته، والمعسكر الآخر، هو معسكر الذين رفضوا أن يكتب النبي وصيته. 

إستحوذ المعسكر الثاني على مقدرات الأمة، ولكونه يمثل خط الإنحراف، فأخذ هذا المعسكر إسلوب التكفير والقتل والتهجير، للقضاء على أنصار معسكر الحق، وما داعش والتنظيمات التكفيرية، إلا إمتداد لذلك المعسكر، وهي وليدة يوم منع كتابة الوصية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك