المقالات

ما الذي قدمته السعودية لحلفائها في العراق ؟؟

2404 01:00:53 2015-11-29

رغم إن علاقة السعودية بنظام البعث وصدام لم تكن على ما يرام منذ احتلال الكويت ودخول القوات العراقية مناطق سعودية إلا ان السعودية بقيت وفية في مواقفها ودعمها لنظام الحكم السني في العراق حتى وان تخلت عن نظام صدام الذي تمرد على كل جيرانه وأصدقائه من الحكام العرب السنة عندما وصف الملك فهد بخائن الحرمين وأطلق على حسني مبارك صفة الكذاب.

بعد عام 2003 وسقوط نظام البعث واحتلال العراق من قبل الأمريكان تأخر العرب كثيرا عن دعم العراق وشعبه بسبب رؤيتهم القاصرة وبسبب عدم امتلاكهم للخبرة والانفتاح والمعرفة بطبيعة العراقيين،فتناسوا أخطاء صدام رغم انهم من حشدوا عليه وانطلقت جيوش المحتلين من الخليج ومن السعودية والكويت وقطر والإمارات واتهموا شيعة العراق بالخيانة والارتماء بحضن المحتل وهم من جاءوا بالمحتل.

العرب والسعودية لم يتخلوا عن العراق فقط بل فتحوا أبواب جهنم عليه وحشدوا كل طاقاتهم وأموالهم وكلابهم ومرتزقتهم بعد ان مسخوهم الى قردة وخنازير وأرسلوهم للقتل والتخريب بحجة الدفاع عن حقوق أهل السنة،ولو ان السعودية والعرب تركوا الأمر للعراقيين لكانت أوضاعهم وأحوالهم أفضل بكثير حتى من أحوال العرب والخليجيين.

الأمر السيئ ليس في السعودية ودول الخليج والدولة العثمانية التي دخلت على خط إرجاع هيبتها المسلوبة بل في سنة العراق الذين تخلوا عن عراقيتهم وتمسكوا بعروبتهم وقوميتهم الملغومة بالأفكار المتطرفة والمنحرفة فجنوا على مدنهم وعلى أهلهم بما جنت براقش على نفسها. 
المغالطات السعودية والعربية والتركية والأمريكية لم تنتهي بالبكاء على العروبة والإسلام بل امتدت إلى تمزيق النسيج الوطني العراقي بعد ان تخيلوا ان إشاعة الطائفية من شانها ان تحد من نفوذ الشيعة الصفويين الموالين لإيران وتنال منهم ومن وجودهم بما كانوا يرسلونه من قتلة ومجرمين ومفخخات وأحزمة ناسفة تهلك الحرث والنسل حتى كادوا آن ينجحوا في إحدى جرائمهم لكن مرجعية النجف فوتت الفرصة على المتربصين وتحملت مرارة تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء.
الغريب ان كل مرحلة من عمر العراقيين كانت لها أجنداتها وخططها المعدة مسبقا من السعودية وحلفائها الذين يتكاثرون كما تتكاثر الديدان في المناطق القذرة.

السعودية تحملت مسؤولية زعزعت امن العراق وقتل أبنائه وتمزيق نسيجه الوطني بعد الاتفاق مع نظرائها ومع الموالين لها في العراق من قادة سياسيين وشيوخ عشائر ورجال دين وقادة بعثيين وإرهابيين دون مراعاة لحق الجوار والمواثيق الدولية فتسببوا بزيادة معاناته وفي تدميره وفي تقطيع أوصاله وفي إهدار أمواله وخيراته.

لم تعتمد السعودية على جانب واحد وعلى منهج واحد في محاولاتها تدمير العراق وقتل أبناءه بل استخدمت كل الأساليب غير المشروعة في الاتجاهات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ان خلاصة ثلاثة عشر سنة من تدخل السعودية في الشأن العراقي أنتجت تدمير كامل للمناطق السنية وتشريد الملايين من أبناء هذه المناطق داخل العراق وخارجه وضياع لهوية مكون مهم وفاعل في المجتمع العراقي.
ان القاعدة وداعش والوهابية لن تكون أخر جرائم السعودية في العراق لكن المؤكد هو ان كل خطط السعودية تكون نتائجها عكسية على من يتباكون عليهم فهل سيتعظ سنة العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك