المقالات

مع فرنسا بشرطها وشروطها!...

1703 2015-11-21

لا ضير في إرسال التعازي للمجزرة التي حصلت في فرنسا، وفق ما نقلته وسائل الإعلام، ولو أننا لم نرى لحد يومنا هذا جثث لتلك الضحايا المزعومة! الذي يحير ويثير الإستغراب هو التكالب على التعزية من قبل العرب والعراقيين بالخصوص! بينما تُرتَكب يوميا من هذه المجازر بحق العراقيين والسوريين واليمنيين، ولم نَرَ تعزيةً من قِبَلْ تلك الدول! فماذا نسمي ذلك بربك، هل هي (( لواكة )) أم ماذا؟!.

وضع العلم الفرنسي على البروفايل، لكثير من العراقيين الذين واكبوا الخبر عليه أكثر من سؤال؟ وكأننا خارج كوكب الأرض، وتمنيت أن يكون هذا التحشيد الإعلامي للعراق، لبيان مظلوميتنا من الإرهاب الذي لم يترك موبقة إلا وعملها، والإمارات وباقي الدول العربية عبرت عن إمتعاضها من الإرهاب بل الأبراج كلها رفعت العلم الفرنسي تضامناً، ونست دولة الإمارات التي تدخلت عنوة في أمر دولة اليمن المستقلة وهاجمتها في عقر دارها، وقصفت طائراتهم المدن اليمنية الآمنة بالصواريخ، إضافة الى التشكيلات العسكرية التي ذهبت مع الريح الصفراء لآل سعود، منذ بداية الهجوم الى يومنا هذا، وبرامجهم التلفزيونية تتكلم عن الإنتصارات المتحققة على العدو اليمني؟! عن أي انتصار يتحدثون! ومن هم الذين اسقطتم عليهم القنابل؟ هل رأيتم من الذي يتم قتله بصواريخكم؟!. 

المثير للإستغراب في هذا الأمر الحاصل، هو بعض العراقيين يضع علم فرنسا! ولا يرى سيل دماء الشهداء الذين يُزَفون يوميا قرباناً لبقاء إسم العراق، ولا نعتب على الدول التي تسمي نفسها عربية، كونهم أثبتوا ولائهم لإسرائيل والدول التي ترعاهم وتحميهم، بل لم نسلم منهم وهم يرسلون لنا أبناء بلدهم كإنتحاريين، بفتاوى اشياخ الحاكم يفجرون أنفسهم داخل المجتمعات المدنية والأسواق والجوامع .

ولمن لا يعرف فرنسا، فهي من الدول التي أولغت بدماء العرب، ودولة الجزائر وتونس شاهدة على جرائمهم، والإعدامات كانت بالجملة لمن يفكر بالحرية والتخلص من الإحتلال، لهذا وضعت برنامج الزامي بتعليم اللغة الفرنسية إجبارياً ليتم طمر لغتهم الى الأبد، ولا زال كثير منهم لحد الآن لا يتكلم العربية !. 

نحن ضد الإرهاب أينما تكون جنسيته وتوجهه، وعلى أي دولة كانت، لكن النظر بعين عوراء يحز في النفس، ومن لا يرى فعسى عينه بالعمى، والعراق طيلة السنوات الإثني عشر الماضية وهو يعاني منه، يقابله الصمت العالمي والعربي والإسلامي

فرنسا تعرضت لهجمة واحدة تكاد تكون ربع عملية بسيطة من العمليات التي حدثت بالعراق، هب العالم كله يشجب ويستنكر! ويضع العلم الفرنسي تضامناً، ولا يرى الدم العراقي يسفك يوميا! فمن هذا المنطلق أنا لست مع فرنسا! لان ثبت بأن العالم كله ضدنا، ولكي أتضامن مع فرنسا، هنالك شرط أن ينظروا لنا بنفس العين كما ينظرون لها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك