المقالات

مدرسة الامام محسن الحكيم

1181 2015-11-11

حقيقة لا يمكن لمن يرغب بكتابة التاريخ العراقي للقرن الماضي، أن يتغافل عن ذكر تيار السيد محسن الحكيم بكل ما عمله، وبكل ما خلفه من تراث نعيش حاضره ونستذوق ماضيه، ويحق للباحثين أن ينعتون هذا التيار بالمدرسة. وليس من الإنصاف أن يمر التاريخ دون أن يسطر سجلاته ما خطتهُ هذه المدرسة, بلحاظ أن منهجا جديدا سلكه أتباعها، وصار سكة طريق جديدة تضاف الى المنهج الإسلامي.

رائد هذا التجديد وهذه الحداثة التي شهدها المجتمع الإسلامي كان السيد محسن الحكيم، وكان مرجعا عاما للشيعة لفترة طويلة, إمتدت لعشرات السنين, ثم ما لبثت أن بدأت هذه المدرسة بإعداد جيل قيادي، تكفل بالعمل على المنهج الذي صار مناراً للحداثويين.

يقول العلامة الشيخ باقر شريف القرشي : تبنت الشيعة منذ فجر تأريخها جميع المناهج السياسية العادلة، التي رفع شعارها الإسلام، ونادت بحقوق الإنسان، وبجميع قضاياه المصيرية، ولعل السيد محسن الحكيم كان من الأوائل، الذين رفعوا شعار الإنسانية، فكان منهجه يعتمد على قول الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب " الناس صنفان: أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق" ، فكان الإنفتاح حاضراً في هذه المدرسة مع مراعاة الحدود الشرعية والالتزام بضوابطها، فلذا إتخذ تيار الحكيم منهجاً ينادي بحقوق الانسان ويحكم بالعدل، وهي بطبيعة الحال من ثمرات الدين الإسلامي ولم تبتعد عنه كثيراً.

بعض مما نهجه تيار السيد الامام محسن الحكيم، هو الإلتزام بالثوابت الدينية على أُصولها، بمعية الإنفتاح على الآخر، وشرط هذه أن لا يتعارض مع تلك، وهو جاء منطلقاً من قول الإمام أمير المؤمنين أيضاً " لكل قادم كرامة " وكرامة الإنسان تدعو هذه المدرسة أن لا تفرط بحقوقهِ، وأنْ تدعو لسبيل صالح وهو الدين الإسلامي، وأمّا الإلتزام بالثوابت والضوابط الشرعية، فهو دليل ملموس على إمتداد هذه المدرسة المرجعي، فهي بهذا العمل لا تفارق كونها تنهج طريق أهل البيت، وعترة الرسول عليهم أفضل صلاة وأتم تسليم، بل هي ناطقاً غير مسمى بأسم المرجعية الدينية.

منهج مدرسة الإمام السيد محسن الحكيم، له ثلاث مرتكزات: الإعتدال والجهاد والفقاهة، لذا يوصف من يتبع هذه المدرسة، وهي نموذج إسلامي مستحدث، بالعالم المجاهد الفقيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك