المقالات

الجلبي بين فرحة البعث وشماتة الفساد!

1551 2015-11-11


قال رسول الرحمة, عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".
فقد العراق قبل أيام, عَلَمٌ من أعلام السياسة والاقتصاد, إنه أحمد عبد الهادي الجلبي, الشخص المثير للجدل, فهو الشخص الذي أقنع الأمريكان بحنكته السياسية, القضاء على صنيعتهم صدام حسين, الذي عجز جميع الساسة والعسكريين, عن إسقاط نظامه, وكان مؤملاً أن الجلبي, سيكون الرئيس الجديد للعراق.

كان الجلبي مقبولاً لدى القاعدة الشعبية, لمعرفة العراقيين بتأريخ أهله, إضافة إلى أن القيادة الأمريكية, كانت تعتبره الرجل الأول, المؤهل للرئاسة الجديدة, بعد نظام البعث, فما الذي حصل ليتنحى, ولماذا انقلب الأمريكان ضده؟ حيث تعرضت مكاتب حزبه, للهجوم عدة مرات من قبل القوات الأمريكية.

وصف بعض المحللين أحمد الجلبي, أنه عراب البيت الشيعي, الذي تم الاتفاق عليه خارج العراق, وكان لمقتل السيد عبد المجيد ألخوئي, صدمة لما كان مُخَطَطاً له, فاختار الجلبي عند دخوله النجف, الذهاب للمرجعية الدينية لمعرفة رأيها, في ترأسه للعراق, فلم تبخل عليه بإبداء الرأي, أن يتنحى لحين حصول الانتخابات.

أمريكا كانت تعتقد, أنها قد اعدت الظل لأحمد الجلبي, إنه الدكتور إياد علاوي, بيد ان هذا الرجل, اعتمد على القاعدة البعثية الموالية له, ضمن حركة الوفاق الوطني, إضافة لمجموعة من الضباط الذين وضعهم, كقادة لبعض فروع الحركة, والتي سرعان ما اختُرِقَت, من قبل التنظيمات الإرهابية.
وسط الإنقلاب الأمريكي, وتشويه سمعة الجلبي من قبل البعث, تم تهميشه سياسياً, فلم يحصل على الأصوات الكافية, التي تؤهله للقيادة, حيث ظهرت قوى أخرى منافسة له, ما جعله منزوياً, ولم يستفد المتنفذين من خبرته الإقتصادية, حيث كان يرى بعضهم, أنهم قادرين على إدارة البلد, دون الرجوع لغيرهم.

مشروع الجلبي أفشله حيتان الفساد, الذين كان همهم الوحيد, السيطرة على ثروة العراق, لتعويض ما حُرِموا منه, أثناء حكم الطاغية صدام, بعيدا عن مصلحة الشعب, الذي يرى بعضهم, أنه بعثي برمته!

عمل أحمد الجلبي بصمت, وأزيح عن سدة قيادة البلد, وهُمِّشَ سياسياً واقتصادياً, وعُزِل عن القاعدة الاجتماعية, ليوافيه الأجل في غرفته وحيداً, ليفرح البعث, ويشمت الفاسد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك