المقالات

قصة "الآل" مع شانئيهم!/ قاسم العجرش

1714 2015-10-21

قاسم العجرش

يعج التاريخ بكوارث ومصائب لا تحصى أو تعد؛ طوفانات وفيضانات إبتلعت آلاف الغرقى، ثورات براكين تحرق سيول حممها مدنا بأكملها، هيجان البحار والتسونامي وما يخلف من بشاعة ودمار، حروب خلفت ملايين القتلى؛ حفلت بقسوة إستثنائية، دلت على أن مرتكبيها خرجوا من وصف البشر؛ الى وصف الوحوش، شاهِدُها  ما فعل الأمريكان؛ في هيروشيما وناكازاكي..

التاريخ سجل ذلك، وشيئا فشيئا تحول كل الذي ذكرناه، الى"حوادث" نقرأ عنها، لكنها نادرا ما تعلق بإذهاننا، إلا ما جرى في عاشوراء 61 هجرية!

لقد كان جريمة من نمط خاص، أستحقت أن تخلد في سجل المجرمين، لتبقى شاهدا أبديا..ليس لنوع ضحاياها وعددهم فحسب، ولا لنوع مرتكبيها وهمجيتهم، ولكن لسبب خاص جدا، حول ما جرى إذاك؛ الى حدث إستثنائي في تاريخ البشرية!

السبب خاص، لأننا الأمة الأولى والأخيرة، التي قتلت أبن بنت نبيها، بدم بارد جدا، وحينما حان موعد الصلاة، وأذن المؤذن لها، أنهت الأمة صلاتها، بمقطع "اللهم صل على محمد وآل محمد" وكان القتيل هو "الآل" الذي قتلته الأمة، ثم صلت عليه!

"الآل" ورهطه من أهل بيته وأصحابه، قتلوا قبل 1376 سنة، وقاتليهم تخطفَهُم الموت واحدا بعد آخر، في ظرف عقد من الزمن، لكن القتيل والقاتل مايزالون أحياء!

القتيل بقي حيا، وتحول الى أمة، تصبح وتمسي على ولاءه ومحبته، وباتت تداعيات ونتائج مقتله، منهجا للسلوك وطريقا للحياة؛ فكر وثقافة وبناء فكري شامخ، وقيم وأعراف وقوانين ومسالك، تنهل من دم القتيل عمرانها..

القاتل هو الآخر ما يزال حيا، فكر تردي وثقافة نكوص، وعودة الى الجاهلية الأولى، وإن أمتلك وارثيه أخر تكنولوجيا التواصل والإتصال، أو عاشوا في افخم القصور والمدن المسيرة بالأليكترون، لكنه هو هو، ذلك البدوي الأجلف، الذي لم تغادره عقلية الغزو والنهب، والسبي وحز الرقاب بالسيوف، حتى أن علم دولته وشعارها، سيف تعلوه"لا إله إلا ألله محمد رسول الله"!

"الآل" المقتول في 61 هجرية، لم يتوقف عن تلاوة القرآن، لغاية الساعة، وهو يقتل كل ساعة، والقاتل يقتله وهو يصيح "الله أكبر..وهنا يكم سر بقاء قضية "الآل" وقاتليهم؛ حية متقدة.

جريمة القتل تعاد كل ساعة، وأبناء القتلة فخورين بما صنع آبائهم، وهم يعملون دوما، على هدم جسور الحب مع أتباع القتيل، وبناء مزيد من جدران الشنآن، والحقد والكراهية بينهم وبين أتباع القتيل..!

كلام قبل السلام: إن شأنئك هو الأبتر!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك