المقالات

الوزير الأنيق وحملة التشويه الرخيصة

1472 2015-10-17

بين فوضى الديمقراطية وبين غياب الرادع القانوني والأخلاقي نمت طحالب سامة ومؤذية كثيرة في فضاء الإعلام العراقي الفضفاض والخجول،بدأت تتلاشى وتنقرض شيئا فشيئا،إلا إن أمر اجتثاثها وزوالها نهائيا لم يحن بعد ومن المتوقع ان تواصل هذه الجزئيات الخبيثة نموها واستمرارها واحتمالات تزايدها لأنها مرتبطة بالتنافس الغير شريف وبالمحاصصة وغياب سلطة القانون ومرتبطة أيضا بتراجع ثقافة وهشاشة المجتمع .

ومع الاعتراف بشيطنة هذه المواقع ودونيتها في طرح المواضيع المثيرة والغير حقيقية الا ان هذه الشيطنة تجاوزت في بعض الأوقات حدودها لتصل الى انتهاك الأعراض وقذف الآخرين بما ليس فيهم دون وازع من ضمير او رقيب ديني او وازع أخلاقي محتمين وراء تسميات وهمية ومواقع غير حقيقية ومستفيدين من حالة الانفلات وليست التحضر التي تشهدها الساحة الإعلامية العراقية في الوقت الحالي.

ومع ان عمر الطحالب السامة والعشوائية قصير الا ان ما يمكن ان يتم إضافته إلى مفكرة أصحاب تلك البؤر النتنة هو ان امر الوصول أليهم واقتلاعهم بقوة القانون ليس امرا صعبا او مستحيلا بل سهل ويسير حتى وان كانوا محتمين بتسميات او جهات قانونية او سلطوية،الا ان حلم الكثير ممن يتم التجاوز عليهم يتجاوز العمر السلبي لهذه العشبيات الضارة.

ان أكثر ما يدهشني هو الاستهداف الممنهج لوزراء المجلس الأعلى من قبل شركاء مقربين وفق النمط أعلاه والذي لا يخرج من سياق التسقيط الغير أخلاقي والذي لا ينتمي للواقع الحقيقي وان سلمنا بأنه ينتمي الى الواقع السياسي العراقي الحالي المشوش رغم ان المجلس الأعلى ورئيسه ووزراءه لا يسلكون سبيل المواجهة والإثارة بل يسلكون سبيل التهدئة والتعاون والمقبولية،والدهشة الأكثر ليس في الاستهداف طالما انه امر طبيعي بل في توزيع وتنويع حالات الاستهداف وكل حسب قابلياته وملكاته وتكوينه الشخصي والنفسي والشكلي للوزراء ولرئيسهم.

ان اتهام عادل عبد المهدي مثلا بالفساد المالي والإداري له خلفياته التي يسال عنها زعيم دولة القانون وهم اختاروا هذا الملف حتى لا يكون نشازا ان ادعوا بشبهات أخرى وهكذا ما يقال عن نرجسية وحب الأنا والفساد الممنهج للوزير الناجح باقر الزبيدي والأكثر عجبا في شيطنة المواقع الرخيصة هو ما يقومون به من فبركة لأخبار تنال من وزير الشباب والرياضة الشاب والأنيق عبد الحسين عبطان ..فهذا الوزير كان سيقبل لو انهم اتهموه بالفساد المالي والإداري وكان سيقبل لو انهم اتهموه بالنرجسية لكنهم أخبث وأسوء فجاءوا بتهمة الفساد الأخلاقي ليوجدوا صورة بصرية بين ادعاءاتهم الباطلة وبين المتلقي خاصة وان عبطان شابا ووسيما وأنيقا،وان تأليف القصص الخيالية الغير أخلاقية ضد أناس تعرفهم ساحات الجهاد والوغى ولم تطأ أقدامهم مواقع الخنا والفجور ربما يقلل من حالة الانكسار والنقص التي يعانون منها.

ما كانوا سيتهمون عبطان بما اتهموه به لو انه لم يكن بمثل هذه الأناقة وهذه الروح الشبابية وهذه الوسامة الظاهرة ويبدوا ان لكل شيء ضريبة وعليه ان يدفع ضريبة أناقته في عالم سياسي غير ناضج او يتخلى عن منهجه المتميز في الوسامة والأناقة او لينتظر أفلاما وقصصا أكثر تشويقا ورومانسية.

لا تسألني عن مواقع إعلامية رخيصة تنتهج أسلوب الإثارة والإساءة الى الأعراض والحرمات يخجل منها حتى من يقف ورائها ويتبرأ منها أصحابها،ولكن سلني عن طبيعة من يقفون ورائها لأنك حتما ستعرف لما هم يقومون بمثل هذه الأعمال الرخيصة والهابطة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك