المقالات

أسئلة مهملة على أعتاب عاشوراء..! / قاسم العجرش

1699 2015-10-14

قاسم العجرش

 كتب كثيرون عن بداية اختلاف الأمة؛ وضعوا التاريخ في إناء، ثم عجنوه ليتكيف بين أيديهم مثلما أرادوا، مع أو ضد، ولم يتركوا لنا تأريخا بلا موقف، لكن ثمة أسئلة ألهية بقيت بلا إجابة، عند الفريق الأكبر من الأمة، ومن هناك تأسس الإختلاف!

لاشك أن الفترة؛ التي بدأت باستشهاد الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام، والتي انتهت باستشهاد أخوه ووزيره، أمير المؤمنين علي عليه السلام، والتي يسميها جمهرة من المسلمين، بفترة الخلافة الراشدة، تعتبر من الفترات التأسيسية في التاريخ.

في خلال هذه السنوات القليلة، تأسس وربما الى الأبد واقع الاختلاف، الذي نما وتطور الى ما نحن عليه اليوم، ومع أننا لا نعلم الى أين سينتهي، في الآفاق الزمانية التي ندركها، لكن القدر المتيقن؛ أن زمنا (يرونه بعيدا ونراه قريبا...) سيشهد تغييرا جذريا وحاسما؛ سينهض به الإمام المنتظر "عج"...

لا شك أن وقائع تلك الفترة، هي التي صاغت الفكر السياسي؛ لكل الفرق الإسلامية بلا استثناء، تلك الفترة التأسيسية بالتاريخ، جرى تقديسها زمانا ومكانا لدى المسلمين، وأتخذ التقديس هنا منزلته ،بصرف النظر عن الجوهر لدى الجمهرة التي أشرنا إليها، والتي امتدت بنيتها الى يومنا هذا.

لقد شكلت أغلب ما لدى القوم من بضاعة في هذه السوق، وليس بمبالغة أن نقول: إن ما لديهم اليوم؛ ليس إلا رجع صدى لتلك الأيام، رسخت في عقولهم وعقول أحفادهم الباطنة، وغلبت على بؤر شعورهم، رغم بقائها في هوامشها، فتحولت الى مناهج وسلوك..

مشكلة الاختلاف نشأت إذًاً؛ من تقديس التاريخ، وعدم إخضاعه للنقد، في أي مرحلة من مراحله..وكلما تعتق التاريخ؛ تكتسب نصوصه قدسية أضافية بالتعتيق، كأنه خمور الأديرة، لا تستمد جودتها لدى الرهبان إلا بتعتيقه.

التاريخ سلعة؛ والسلع المستعملة العتيقة، تكون أرخص ثمنا من السلع الجديدة، لكن سلعة التاريخ تخضع لمعيار مقلوب، فإنه كلما تقادمت مورثاته ازدادت قيمتها مع شحوبها...

تتعقد مشكلة فهم التاريخ التأسيسي، بانقسام مثقفي الجمهرة إياها الى فئتين: فئة مطلعة على التفاصيل إطلاع القاريء الدارس، كنموذج أمثل غير خاضع للنقض، وهو يعتقد قدسية أحداث وشخوص تلك الفترة، عن وعي وإدراك وتصميم، فيذب عنها بربع أو ثلث علم، وفئة أخرى "تسمع" أو "تقرأ"، فتردد مفردات النموذج بلا وعي .

ومثلما هو بائن، فإن أي من كلتا الفئتين؛ تسوقه العاطفة في موقفه وتصرفه وشعوره، توجهه بلا جماح مكبوحة؛ قداسة غير حقيقية، لشخوص وحوادث الجيل الأول، بعد استشهاد المؤسس الأعظم..وبالمناسبة حتى استشهاده موضع اختلاف، فهم يعتقدون وفاته..فيما النص الإلهي يصفه بالشهيد!

في قصة عاشوراء وملحمة الطف وما جرى فيها،فإن مقتضى إنصاف النفس؛ إذا أرادوا أن ينصفوها فعلا ، أن يكبحوا جماح عاطفتهم، وينزعوا القداسة الزائفة، عن تلك الأيام ووقائعها، ويتناولوها بطريقة الباحثين عن الحقيقة بعيون الحق، وسيتوصلون حتما الى نتائج، تخالف ما توصل إليه "السلف"، الذي كان تحت التخدير الموضعي بالمال الأموي، والى يومنا هذا..!

كلام قبل السلام: (أفلا تعقلون..) (أفلا تنظرون..) (أفلا يتدبرون..)..أسئلة إلهية مكتوبة في  امتحان الإيمان، أهملت عاطفة القوم الإجابة عنها، وبدوا وكأنهم غير معنيين بها..!.

سلام...

                  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك