المقالات

الحسين ... والاصلاحات

3056 2015-10-10

لقد كانت الغاية من خروج الحسين عليه السلام ( طلب الإصلاح في امة جده ) حيث قال : ( ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كي آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر) أي أن هدفه هو الإصلاح وهو امتداد لدعوة ومنهج رسول الله ص (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فالنبي بعث بعد أن بلغت نسبة الفساد ذروتها في المجتمع الجاهلي .

لقد كان خروج الإمام الحسين عليه السلام وهو يعلم علم اليقين أن لا إصلاح للفساد المستشري في الدولة إلا بالثورة على الظلم والفساد فيها حتى وان كلفه ذلك أقصى ما يملك بعد أن أصبح الفساد معلنا ابتدءا من رأس الدولة المتمثل بيزيد لعنة الله عليه ، وبفضل خروج الحسين عرفنا معنى الكرامة وأستمدينا منه القوة لمواجهة الطغاة والفاسدين عبر العصور . . فقد أجازوا قتله لكي لا يحدث الإصلاح عبر تحريف الأحاديث

إن الحسين ( عليه السلام) ليس فقط لطم وبكاء ورفع رايات سوداء وأخرى حمراء وإنما هو انتصار للوطن الذي بات تنهش فيه الأعداء والفاسدين والفاشلين والمنتفعين ...لكي نوقف نزف دماء العراقيين وهدر وسرقت أموال الشعب من جراء السرقات المنظمة التي سببها الفاسدون ..علينا العمل حقاً بمنهج أهل البيت(ع) ..(كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا ) ..

أن العراقيين اليوم يطالبون بالإصلاحات مدعومين بالمرجعية الدينية التي دعت إلى محاربة الفساد وتقديم الفاسدين من الحكومات السابقة والحالية إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل . إن الجماهير عليها أن تتحمّل المسؤولية تجاه وطنها وشعبها، فكل واحد منّهم مطالب بدور المساهمة في القضاء على الفاسدين وأن يضغطوا على تطبيق الإصلاحات التي دعت إليها المرجعية والجماهير الثائرة .

ان الثورة الإصلاحية التي يقوم الشعب العراقي لها مبرراتها وعلى الحكومة أن تصغي إلى مطالبه ، وان لا تسوف تلك المطالب، وان تسمع إلى قول المرجعية الدينية التي تدعوها إلى سبيل الرشاد والإصلاح .فأن من أطاع المرجعية كان من الناجين ، ومن عصى وماطل وسوف إرشادات المرجعية كان من الهالكين .

لقد ملئت بطون السياسيين العراقيين من الحرام وطبع على قلبوهم عدم الرحمة والرأفة بهذا الشعب المسكين المظلوم . فادعوهم إلى أن ينصتوا ويستمعوا إلى مطالب الشعب وإلا ( مصيركم معروف ) .

لقد عيشتم الشعب في زيف من الحرية والكرامة ومن وضع مفقود فيه الأمن والأمان ، بعد أن كنتم تصرخون من جلادكم ( صدام ) وما أرتكبه من جرائم بحق الشعب ، وكيف كان الشعب يعيش عيش خسيس ؟ فحملتوا راية التغيير نحو الأفضل وتعويض العراقيين عن واقعهم السيئ ، فأظهرتم أنكم أهلا لذلك ، وحين جد الجد انقلبتم على أعقابكم واصبحتوا حراميه العصر . فمالكم كيف تحكمون ؟!!!

أن الإصلاحات التي يسعى الشعب الى تطبيقها ليست إصلاحات سطحيه كفتح جزء من المنطقة الخضراء أمام الشعب ، بل الشعب يريد إصلاحات حقيقية تؤثر على واقعه المتردي في كل المجالات وأولها القضاء على الفساد والمفسدين وتقديمهم إلى المحاكم .

قد يحاول بعض السياسيين الفاسدين المدعومين بعصابات من عرقلة الإصلاحات بخلق الأعذار بان هناك توافقات سياسية أو يستخدم القوة ضد الشعب وخطف بعض المتظاهرين أو يحاول بكل السبل حتى لو تطلب الأمر أن يختال المرجعية الدينية من اجل إسكات صوتها فلا يستطيع ذلك ، لان منارات الحسين عليه السلام بقت معانقة السماء ويبقى صوت الشعب والمرجعية مدوي في أذان الفاسدين والحراميه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك