المقالات

المراجعة والإصلاح.. بين الجعجعة والطحين

1379 2015-09-22

لا تتقدم أمة, إن لم تقوم بمراجعة مسيرتها بين فترة وأخرى, وتصحح ما أنحرف , وتؤكد ما صح, من برامجها وسياساتها, وخططها الإستراتيجية.
لبلد مثل العراق, وما مر به من تجارب, من نظام طاغية مجنون, حطم شعبه, وطالت أثاره كل أنحاء المعمورة, وحكم احتلال أزال الدولة, أو ما بقي منها, وأعاد بناء الدولة الجديدة, بنظم وقوانين وأليات, مفخخة بكل مفاصلها.. صارت المراجعة ضرورة قصوى.

تلك المراجعة يجب أن يتبعها إصلاح وتصحيح للأخطاء, ومحاسبة للمقصرين والمفسدين, وهذا يتطلب تفعيل قوانين, وسن أخرى جديدة, مما يستلزم تصحيح عمل المؤسسات القضائية, وكافة مؤسسات الدولة.. أي تقويم المنظومة السياسية, وهيكل الدولة بشكل عام. ما تم تقديمه من إصلاحات, ولمن يفهم ماهية بناء الدولة, ويمتلك شيئا من الرؤية والتفكير الاستراتيجي, يعلم عين اليقين أنها إصلاحات شكلية, رغم أهميتها الرمزية والمعنوية لبعض الجمهور, إلا أنها لم تمس جوهر المشكلة.. ربما هي ضرورية, لكنها ليست أساس مشاكلنا.

مشكلتنا تتعلق ببلورة وإيجاد, رؤية تعالج مشاكلنا, وتجد لها حلولا حقيقية وجذرية, ولا حاجة لنا بحلول ترقيعيه, تجعلنا نعبر مرحلة أو ظرفا ما.. فالعراق بحاجة للنهوض بمختلف قطاعاته, وتنويع موارده وتعظيمها, وحسن إستغلال ثروته النفطية, لتطوير بقية قطاعاته, وخروجنا من حالة الدولة الريعية, التي تعتمد على النفط لتأكل فقط, إلى الدولة المنتجة, التي تستخدم موردها من النفط, لتطوير قطاعات ستنتج وتدر دخلا هي الأخرى, ويؤطر ذلك كله, بتشريعات تنظم وتسهل وتقنن هذا النشاط.. فهل الإصلاحات التي جرت أو تم الحديث عنها, تحقق ذلك, أو تؤسس له؟!

رغم الضجة التي أفتعلها المتضررون وأحزابهم, من الإصلاحات التي حصلت لحد الأن, ونزول جمهور بعضهم إلى الساحات, ومحاولتهم الإختلاط بالمتظاهرين, ورفعهم شعارات ضد الحكومة, وضد خصومهم السياسيين, بل وضد المرجعية أحيانا.. لكن كذلك لم تكن المطالب المطروحة في التظاهرات, تمس عمق المشكلة وأساسها, وبقيت مطالب فردية بمجملها, أو تخص مجموعات بعينها, والجمهور لا يلام في ذلك, فهو يفكر بمقدار حاجته, وما يخصه من الموضوع, هذه طبيعة الإنسان.

يجب أن تعيد الحكومة والبرلمان, ومن بيدهم الأمور النظر.. بكافة الأمور والخطط والسياسات المتبعة, على المستويين الأني والإستراتيجي.. فحاجتنا ليست لرجال سياسية وأحزاب, بل حاجتنا لرجال دولة.. ونحن لحد الأن لم نرى طحينا.. فقط رأينا جعجعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك