المقالات

مكاتب المفتشين العموميين وحركة الإصلاحات المطلوبة

1214 2015-09-19

من المتعارف عليه أن عمل المفتشون العموميون يكون فعالاً في حالة معرفة - المفتش العام بكافة التفاصيل الدقيقة التي تخص وزارته من حيث الهيكل التنظيمي ، الملاكات، التوصيف الوظيفي، الخطة الإستراتيجية، توزيع المهام والواجبات حسب الاختصاص .. لكن الذي يحصل إن عمل أغلب مكاتب المفتشين العموميين لازال متعثراً بسبب الفهم الخاطئ لدورهم ومسئولياتهم الوظيفية والأخلاقية وكذلك المعوقات التي يواجهها في حالة طلب معلومات معينة خصوصا إذا كانت تخفي وراءها فساد مالي وأداري.

هذا السلك الرقابي للأسف الشديد لا يعرف سوى الإحصائيات البسيطة المملة والروتينية عن الدوائر والشركات العاملة بالوزارة المعنية.. الكثير من موظفيه من الموظفين الجدد ومن الذين لا يعرفون أبجديات العمل ولا هًم لهم سوا الحصول على الامتيازات داخل الوزارة بكافة صنوفها المادية والمعنوية , بدلا من تثبيت قيم وتقاليد عمل جديدة في التعامل اليومي تخدم مسيرة النمو وتفتح الأبواب واسعة للتقدم بما يتيح لنا التفوق على تجارب الآخرين في تكريس تقاليد التعامل مع النشاط المعرفي بمجمله .

العمل كله يسير بالتراضي تحت شعار - أطلق الرصاص فوق الرؤوس - تأتي اللجان التحقيقية وتذهب والنتيجة واحدة : لا يوجد مقصر , ليس إرضاء للأشخاص المتهمين وإنما حتى لا يزعل السيد المدير العام في تلك الشركة .. لأنهم يرفعون شعار ( وكفى الله المفتشين شر القتال ), كل هذا يجري لتحقيق مصالح شخصية أنية وبدوافع ارضائية نفعية .

ومن يرجع إلى الهيكل التنظيمي لبعض مكاتب المفتشين العموميين يجد انه مقسم إلى هيئات وأقسام , تلك الأقسام لا تضم شعب اختصاصية واغلبها ليس فيها سوى ثلاثة أشخاص أو أربعة .. الغاية من هذا التقسيم هو الحصول على مخصصات منصب ليس غير , إما الشٌعب والأقسام العاملة في المحافظات على الرغم من أهميتها فهي تعيش خاملة منزوية مهمشة لا يوجد من يسأل عليها لكونها خارج الحدود المسموح فيها لبلدان العالم الثالث , تعمل تحت رحمة الشركات والدوائر المتواجدة فيها التي تتصدق عليها بالمكان والأثاث والخدمات الأخرى .

فلا بد إن نعيد النظر بدورنا وقيمنا وتاريخنا كأشخاص ومؤسسات وركائز دولة عامة ونحن نمتلك المقومات لتجاوز هذه التهديدات التي أخذت بعدا مرعبا ولصلتنا إلى حد الاستسلام لبروز هيئة في الفساد تتفوق على الأجهزة الرقابية العاملة في قطاعات الدولة المختلفة ومواجهتها ليس بالأمر السهل.أن وجود جيوش من المراقبين كموظفين وملاك متقدم لم يحد من ظاهرة الفساد وهذا ما تأكد عبر تربع العراق ولسنوات طويلة على المقاعد الأولى للدول الأكثر فساداً في العالم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك