المقالات

إصلاح فتحات الجيوب!../ قاسم العجرش

2233 2015-09-16

قاسم العجرش

   قالوا له أضرب بيد من حديد؛ فضرب، فهل كانت الضربة حديدية حقا؟ وهل سيمضي السيد العبادي قدما، بالطرق على الحديد حتى يلين؟ أم أن القرارات التي صدرت عن إجتماع  مجلس الوزراء، ستتحول في نهاية المطاف الى حبر على ورق، على يد دهاقنة السياسة، من قادة الكتل ونوابها؟!

  هل سيعاود مثلا نواب وممثلي إتحاد القوى، لعب لعبتهم الشهيرة بتعطيل إقرار الإصلاحات، من خلال أساليب العرقلة التي أحترفوها، من قبيل الإنسحاب من الجلسات، أو تعليق الحضور الى مجلس النواب؟

  هل سيكرر النواب الكرد ما فعلوه سابقا، بأن يذهبوا الى اربيل للتشاور مع قيادتهم، ولن يعودوا الى بغداد، إلا بعد أن يضمنوا أن لا شيء سيحدث، ويتاكدون تماما، بإن ما نالوه من مكاسب على حساب، بقية العراقيين سيبقى كما هو، وربما سينالون فوقه لإستإسترضاءا لعودتهم الى بغداد؟!

  فويق هذا وذاك، فإن هناك من يرى، أن الإصلاحات التي أعلنها السيد العبادي سيتم ترشيقها، لأن بعض قادة الكتل يرون أنها عالية السقف، وسيتم التضحية بعدد ضئيل من الأكباش، وسينتهي الأمر عند هذا الحد!

  شعبنا يختزن في ذاكرته كم هائل، من أحاديث الساسة عن الإصلاح، بل وصدرت عشرات القرارات البراقة، التي سرعان ما جرى الإلتفاف عليها! وتتذكرون مهزلة نقض المحكمة الإتحادية، لقرار البرلمان تخفيض رواتب أعضاءه، عندما أمرت ببقاء النواب يتقاضون رواتب عالية، مع أنهم هم أرادوا تخفيض ما يتقاضون!

  بعض المشككين؛ يرون أن قرارات العبادي ليست إلا محاولة التفافية، تريد التحايل على الاحتقان، والتخفيف من حدة إرتباك المشهد السياسي، الناجم عن سوء أداء الساسة وقلة خبرتهم ، كما أناه محاولة ربما هي الاخيرة، لتجفيف الحراك الشعبي المتصاعد، لاسيما بعد "عناد" المؤسسة التشريعية، و"تجاهلها" للمطالب الشعبية، وهو "تجاهل" يعمق الشعور الشعبي، بأن هذه الطبقة تسرق الشعب.

  ثمة من يرى؛ أن خطة الإصلاح الحكومي، التي عرضها رئيس مجلس الوزراء، سيما فيما يتعلق بإلغاء المناصب، ستكون أثرا بعد عين، لأن الذين ستلغى مناصبهم، لن يخسروا شيئا على الإطلاق، فهم سيحولون الى إدارة الهيئات الشاغرة مثلا، أو تستحدث لهم وظائف بدرجة "معالي"، التي باتوا لا يستطيعون مغادرتها !. وأن العملية ليست إلا تغيير في مناطق الإستراحة!

  من هؤلاء المشككين؛ من يرى أن التغيير المطروح، رُسِمَ مضمونه بهدف إحداث تغيير شكلي نفسي، يؤثر في المزاج العام، أما قضية ترهل الحكومة وجهاز الدولة عموما، فهي تحتاج الى جهدK أكبر بكثير من قرارات صيغت على عجل!

كلام قبل السلام: خبيث مثلي يرى أن هذه القرارات، ليست إلا  صفحة واحدة فقط، من كتاب عنوانه ترشيد الدولة برمتها..فالعراق بلد يمكن قطعه من شرقه الى غربه بست ساعات، ومن شماله الى جنوبه بأثنتي عشر ساعة! وهو لا يحتاج البتة الى هذا الجهاز الإداري الضخم، وما يحتاجه هو "بضعة" رجال على رأس هرم الدولة، يضعون العراق في حدقات عيونهم، لا في فتحات جيوبهم!

سلام.....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك