المقالات

سليم الجبوري بين قطر وإيران والخيانة العظمى

1804 2015-09-13

شاعت في الآونة الأخيرة، ظاهرة المزايدات السياسية، والتسقيط الإعلامي، وخلط الحابل بالنابل، وإنسياق العقل الجمعي، مع بعض الدعوات المريبة، التي تلامس المشاعر الطائفية لهؤلاء المنساقين، حتى أصبح المواطن البسيط، لا يكاد يميز بين الخيط الأبيض من الأسود. 

بعض من متطرفي الشيعة، يحرمون ويجرمون زيارة الدول الخليجية ومنها قطر، فأنبرى بعض هؤلاء، ممن ينتمون إلى (إئتلاف المالكي) إلى جمع مائة توقيع؛ لإقالة رئيس البرلمان على أثر تلك الزيارة، بتهمة الخيانة العظمى، ومن المفارقات! أن بعضا من متطرفي السنة، ممن ينتمون إلى (إتحاد القوى) الذين يحرمون ويجرمون، الزيارة إلى إيران ينوون محاسبة، رئيس البرلمان بنفس تهمة، أقرانهم الشيعة الخيانة العظمى.

بموضوعية وبعيدا عن التطرف، إن زيارة رئيس البرلمان إلى قطر، جاءت بعد إطلاع الرئاسات الثلاث، وإقتناع الحكومة العراقية، بجدوى تلك الزيارة، فبعث رئيس الوزراء ممثل المصالحة الوطنية، ليرافق السيد الجبوري، وإنظمام السفير العراقي في قطر، إلى الوفد العراقي، بعد تنسيق وإجتماعات، لبعض قيادات حزب الدعوة، أمثال عبد الحليم الزهيري وطارق نجم، مع بعض الشخصيات السنية المعارضة؛ لكن المشكلة الوحيدة، هي في تزامن تلك الزيارة، مع عقد مؤتمر سني، فيه بعض المتورطين بدماء العراقيين، رغم عدم حضور الجبوري إليه.

لا جريمة ولا خيانة في زيارة أي مسؤول كان، حكومي أو حزبي إلى أي دولة عدا إسرائيل، ضمن السياق الطبيعي والمتعارف عليه، أما نوايا القلوب فلا يعلمها إلا الخالق، ولا يمكن أن نرتب أثرا عليها، مالم تسند بدليل، إن إعتراف الدول الخليجية، بالحكومة العراقية والعملية السياسية، وفتح سفارات وتعيين سفراء، كما فعلت قطر والسعودية، بعد إثني عشر عاما من المقاطعة، لهو تطور إيجابي، يصب في مصلحة العراق، مع ما لدينا من ملا حظات، عن التدخل السلبي تلك الدول، في الشأن العراقي.

لقد أصبحت قناعة، لدى دول الخليج المتدخلة، في الشأن العراقي، أنه لا مناص من دخول السنة، أجمعهم في العملية السياسية، وضرورة توحيدهم، بعد فشل الخيارات الأخرى التي جربت، وهذا الأمر يصب في المصلحة العراقية، فكيف نتفق على هكذا مشروع، إن لم نتحاور ونجتمع، بالأطراف المؤثرة فيه عربيا أو عراقيا، بإستثناء من يتبنى الفكر الداعشي، والملطخة أياديهم بالدم العراقي.

إن نظرية مقاطعة الدول المجاورة، المؤثرة في العراق، لن تخدمنا بل ستضرنا، ولسنا كالجمهورية الإسلامية، التي قاطعها العالم وتآمر عليها، وأصبحت شبه معزولة؛ لكنها خرجت منتصرة، في كل النواحي، وتفاوضت حتى مع الشيطان الأكبر؛ للمصلحة الإيرانية، وأذعن الإستكبار العالمي، للإرادة الإيرانية، ووقع الإتفاق النووي. 
علينا أن نتعامل، مع الأمور بواقعية ومصلحية، وأن نعرف نقاط قوتنا وضعفنا، وما ينفعنا وما يضرنا، أما النعيق مع الناعقين، سيغرقنا في بحر متلاطم الأمواج، هو بحر السياسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك