المقالات

رجل .. صنع ثورة من القصب والبردي! / أمل الياسري

2555 2015-08-31


الأشجار لا تخطئ أبداً، فلم نشاهد يوماً أن شجرة البرتقال قد أثمرت موزاً، ولا سنابل القمح طرحت رزاً، فكل شيء قدره الخالق (عز وجل) تقديراً، وجعل له سبباً، أما الحاكم فلا يريد من المفكر تفكيره الحر، الذي يطرح أفكاراً مثمرة، وإنما تفكيره الموالي، أي أن يدعم الطاغية في طغيانه وسطوته، ويثمر عنفاً، وتطرفاً، وتعصباً، وهذا ما قاله توفيق الحكيم، حول الطغاة الشياطين العرب، الذين يستطيعون أن يكونوا ملائكة الوحدة العربية، لكن أمام الحمقى والسذج فقط!
الطاغية المقبور، وخفاش الليل الذي صور للعالم، بأنه القائد الضرورة، وكأنه نسر يرتع أعالي المجد الزائف، ولم يدرك أن ثورات الكراهية التي زرعها، وأسهمت في رسم صورة القمع والإستبداد، إبتداءاً من الجبل، والسهل، والهور، والصحراء، ستتظاهر كلها ضده، فلم يجد إلا حفرة جرذ تأوي نفاياته القذرة، وأمسى القرش الأوحد نافقاً يأكله النمل، مستكرهاً جسده النتن، المحمل بأنواع الأحقاد والضغائن، لا لشيء إلا لأنهم موالون لأهل البيت (عليه السلام)، ويرفضون الخضوع، والخنوع لحكم بين أمية البغيض!
رفض الموت في أي بقعة غير العراق، وأنتظر عشرات السنين ليكمل مسيرته الفذة، رغم أنوف العفالقة المجرمين، صاغ من الأهوار ملحمة جهادية، وعلم الأحرار كيف تكون الحياة، فأستحق أل الحكيم البقاء والخلود، شع بها الضمير العراقي، فبات أسد الجنوب صوتاً للثائرين، موشحاً بالفضيلة والحرية، فشهد النهر زحفه الخالد، نحو المسيرة الحمراء مدافعاً، عن العراقيين سنة وشيعة، فبث الوحدة والتسامح، في ظرف حساس مر به العراق، أبان سقوط الطاغية، فأضحى الرابط الموحد، والعروة الوثقى لعراق جديد!
السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، لم يكن شجرة معطاءة فحسب، بل لوحة تصدح بالبطولات، والمآثر، والمناقب، في زمن ساد فيه الظلم والخوف، من دكتاتور أنتجته أصابع الإستكبار العالمي، ليمزق وشائج الطيف العراقي، وليجد مجالاً لأقصاء الطائفة الأغلبية، ويسحقهم في غيابت الجب، ولم يدرك إخوة يوسف، أن الأفكار الخاطئة التي روجوها في أيامهم، ما كانت لتأخذ قدم صدق عند الأحرار والشرفاء، فأنار بفكره وجهاده، الطريق الثوري لمجاهدي العراق، الذين فضلوا الموت بين ذراعي الوطن! 
القانون الدموي، الذي أقامه الطاغية المقبور لازمنا لعقود مضت، على أن آفاته وصعاليكه، بقيت تحصد أرواح الأبرياء، ورغم ذلك فأننا ماضون على درب آل الحكيم، الذين تعلمنا منهم دروس الشهادة، والتضحية، والفداء، فهم يمثلون طريق المرجعية الحكيمة، وصمام الأمان، وهي إمتداد طبيعي لنهج الإمام الحسين (عليه السلام)، فليس من باب الصدفة، أن تجتمع الحكمة والعدالة، في شخصية كالسيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف) فإختار لقاء ربه راضياً مرضياً، في مدينة جده علي (عليه السلام).
بطل للثورة الجنوبية وسط الأهوار، في صور مملوءة بالإعتدال، والرؤية الثاقبة، فأخذوا يصولون طولاً، ويجولون عرضاً، ليخدموا شعبهم العظيم، وأتحفوا العراق بزعامة، تمثل عمق التلاحم الفكري والثوري لشهيد المحراب، فسلام عليه يوم أنتفض من أجل حرية العراق، في مسيرة جهادية سيرها الإيمان بالقضية، والتوكل على الباريء (عز وجل)، ثأراً لصمت القبور، ورفات الشهداء المغدورين، وصراخ الثكالى، وأنين الأيتام، ((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) فعهداً علينا نحن الحكيميون، إنا على درب شهيد المحراب، وعزيز العراق لسائرون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك