المقالات

حتمية ألغاء مفوضية الأنتخابات !..قاسم العجرش

3134 2015-08-24

   مع أن العملية الأنتخابية هي جوهر الديمقراطية، وهي التي ترسم ملامح الساحة السياسية، إلا أن المطالبات بالإصلاح والتظاهرات، والقرارات الحكومية والبرلمانية الخاصة بالإصلاح، غابت عنها اي إشارات للعملية الأنتخابية، مثلما لم تعر بالاً للأخطاء البنيوية في مفوضية الإنتخابات، وللفساد الذي لا يمكن تبرئتها منه!

   إن الضرورة تستدعي وبشكل عاجل ومؤكد، أن تشمل الإصلاحات العملية الأنتخابية، مثلما يتعين أن تشمل المؤسسة الأنتخابية، لأنها بقيت مثقلة بأخطاء بنيوية، لا يمكن السكوت عنها، ولم يتم الإقدام على إصلاح حقيقي لميكانيزمات العملية الانتخابية، بما يجعلها عملية حقيقية منطلقا ومنتهى، ويعيد الاعتبار والثقة لها ولنتائجها.
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، هي أننا قبل 2003، لم نكن نتوفر على حد أدنى من الخبرات، بعمليات الأنتخاب والإقتراع، وكل الخبرات المتوفرة لدينا الآن، هي نتيجة لما تحصل بعد ذلك التاريخ، كما أنها بنيت بأياد ليست عراقية، بمعنى أنها صممت وبنيت من قبل المحتل الأمريكي، وعبر مؤسسات الأمم المتحدة.
هنا تداخل عاملين، الأول وهو المحتل الأمريكي، الذي كان يريد بناء منظومة إنتخابية خادمة لتلبية مصالحه، والثاني الأمم المتحدة ببيروقراطيتها المعهودة، وبطوباوية أفكارها ورؤاها.
   لقد كانت النتيجة؛ أن أنشىء لدينا جهاز إنتخابي طويل عريض دائم، هو المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، حيث ألصقت بها صفة “المستقلة” لصقا، لأنها بالواقع إنعكاس تفصيلي، للواقع السياسي العراقي، حيث يتكون مجلسها من ممثلي الاحزاب، وحيث يتحكم بواقعنا السياسي نظامها الأنتخابي العجيب، وكيفية توزيع المقاعد الغريبة التي ابتدعتها بالنتائج، وتمنع التغيير في توازنات التمثيل البرلماني، لأنها مصممة بشكل يجعل من اليسير؛ أن يصل الى مجلس النواب من لا يمتلك 60 صوتا، وتلك لعمري لطخة عار في جبين الديمقراطية!
   المفارقة المهمة التي أشرنا اليها بمفردة”دائم”، هي أن هذا الجهاز الدائم يؤدي أنشطة، تفضي الى نتائج ليست دائمة، نحتاجها كل أربع سنوات، وهذه الديمومة تكلف شعبنا، ما لا يقل عن 500 مليار دينار سنويا، وهذا يفسر الترف الذي تعيشه المفوضية، حيث حياة الفنادق والمؤتمرات، وحيث يتقاضى آلاف الموظفين، رواتب عن عمل ليس هو بعمل، وحيث أنشأنا ديمقراطية هي الأكثر تكلفة في العالم!
   إننا لسنا شعبا من المغفلين أو الأيتام، حيث يتعلم المنتفعون الحجامة برؤوسنا، وحيث يأكلون من أقفيتنا، تحت بنود الرواتب والأبنية والمنشآت، والتشغيل والأثاث والإدارة والسيارات، وكثير من أوجه الانفاق الوهمي، ويتعين أن ننتهي من هذا الوضع الإستثنائي، ونتركه خلف ظهورنا، ونحسبه ذكرى من ذكريات الإنفاق اللا مبرر!
إن الحل يتمثل بشمول العملية الإنتخابية برمتها بالإصلاح، وان يتم إلغاء مفوضية الإنتخابات، فورا وبلا إبطاء، بل وبلا حاجة للحديث أو البحث عن بديل، لأن البديل هو الجسم القضائي العراقي، وهو جسم قادر على التعاطي مع الأنتخابات، مستعينا بتجارب الآخرين، كمصر التي عدد سكانها ثلاثة أضعاف العراقيين، وكالهند التي يشكل سكانها قرابة ثلثمائة ضعف العراقيين..
كلام قبل السلام: إن على السيد العبادي، وعلى جناح السرعة، إرسال مشروع قانون بإلغاء مفوضية الأنتخابات الى مجلس النواب، وإيكال مهامها الى القضاء؛ عند الحاجة والإقتضاء!
سلام…

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك