المقالات

سرق الاموال فحاكموا المدان.

1644 2015-08-11

الراشي والمرتشي في النار!، قول للرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم، يعرفه الجميع حتى صغارنا، نظرا لكثرة تواجد هذه اللوحة، والشعار في اي دائرة من دوائر الدولة، وتهلهل بها محاجر الجميع من الموظفين، حتى باتت تملئ الاماكن حتى دور العبادة منها!، تردد هذه العبارة لها اصل وليس عبثا، ووجودها كناية عن وجود اندادها او استشرائها.

الفساد السياسي هو الاستخدام الخاطئ للسلطة، او هو توظيف المناصب السياسية والادارية في الدولة لخدمة المصلحة الشخصية، على حساب الصالح العام، وتتعدد اوجه وممارسات هذا الوباء القاتل، ولكن الفتاك منه هو المحسوبية، والرشوة والابتزاز، ومحاباة الاقارب، لتسيير المناصب حسب الاهواء، وخاصة الحزبية منها، والشخصية على وجه الخصوص.

عادة ما يكون الوسط الناقل هو السرية في هذا الامر، والتعتيم الشديد خوفا من انعكاسه سلبا في العلن، ولكن الآية قد انعكست، ومخرج الاحداث تلاعب بمشاهده، فراح معلنا مجريات ما وراء الكواليس، ليصبح الامر طبيعيا، وان ما كان محرم، قد اصبح مباحاً، لا بل من المستحبات في تطبيقها.

توالت على العراق حكومات عديدة منذ سقوط الصنم، واتهم في بدايتها بول بريمر، بأنه اكثر شخص قد اهدر المال العام، ولكن من وصفه بذلك كان قد سبق الحدث، فحين تسلم المالكي رئاسة الوزراء، تربع على عرش السلطة لثمان سنوات، سيطر بها على جميع مفاصل الدولة، ومارس فيها جميع اشكال الفساد السياسي والاداري، فراح محتكرا المناصب الرئيسية لاعضاء حزبه فقط.

هدر للمال العام تجاوز بريمر بقوة، فساد اداري مستشري في جميع الدوائر، تسابق على نهب ثروات البلد ورصدها في البنوك العالمية، فالجميع راح مراهناً على ملئ جيبه اكثر من أقرانه، وقائد الكتيبة مثالاً يُحتذى به لذلك الامر.

اعترض بعض سماسرة المالكي على تصنيف منظمة الشفافية العالمية، واعتبروه غير واقعي، حين صنفوا العراق في المرتبة الرابع من ضمن الدول الاكثر فسادا في العالم، وصوروا الامر بانه مشوه، وبأن العراق مدينة فاضلة، تنام على السحاب والامل والخير، ويجب الشكر لهم، لان لهم الفضل في هذا، اذ جاهدوا في ايصاله الى بر الامان.

كان منطلق المنظمة ربما واضحا، فمن خلال صفقات الاسلحة الكاذبة، والاموال المختلسة من قبل الوزراء والمسؤولين الكبار في الدولة، والمشاريع الموجودة فقط في الصكوك المصرفية، ومنح المشاريع مقابل المبالغ المالية الخيالية، وتسيير معاملات المراجعين بمقابل الرشوة، حتى في ابسط دائرة من دوائر الدولة، كان كفيلا بإيضاح الامر برمته.

اطلاع المنظمة من الداخل، وتقييمها على اساس الملاحظة والاستبيان لو كان حاصلا، لكان العراق يتربع على عرش الدول في الفساد السياسي، والمالي والاداري.

كل بلد يسعى رئيسه الى تطويره والنهوض به، اما العراق ففي حكم نوري المالكي، قد خسر(اي العراق) اموال كلفت شعبه مرارة العيش بشظف, واودت به الى الهلاك، فأدخل الارهاب، وفقد مدن كبرى من شماله وغربه.


زف البلد قرابين الشهادة من ابناءه في عمر الورود، وبأعداد ربما لم تكلف شعوبا خاضت حرب لسنوات، اصبح البلد يعيش على الركام بفضل رعونته، وحماقته في ادارة الدولة، نطالب بأسترداد حقوق الوطن، والارض، والشعب بمحاكمته، والاقتصاص منه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك