المقالات

دق جرس .. الثورة على الفاسدين

2154 2015-08-05

قد يتصور المسؤول العراقي إن التظاهرات التي عمت جميع محافظات العراق ، هل تظاهرات وقتية لا تقدم ولا تأخر ، بقدر ما هي ردود فعل غاضبة بسبب قلة تجهيز المواطنين بالكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة .

لا .. يا عزيزي المسؤول أن تلك التظاهرات هي جرس أنذار لك بأن هناك مشكلة وخلل ويجب أن تعمل على معالجته .فقد أعطت المرجعية الدينية الضوء الأخضر لتلك التظاهرات وقالت في خطبتها : " إن الفساد المالي والإداري الذي يعتبر أم البلايا بالإضافة إلى وجود الإرهاب والانفلات الأمني الذي تعاني منهما مناطق مختلفة .. وبينت المرجعية " إن معظم المواطنين لازالوا صابرين محتسبين ولا يبخلون عن تقديم أرواحهم الجسيمة في محاربة الإرهاب الداعشي ولكن للصبر حدود حيث لا يمكن أن يطول الانتظار إلى مالا نهاية له " .

أن المواطن العراقي أصبح اليوم يعاني في معظم المناطق من نقص في الخدمات وبالخصوص الطاقة الكهربائية مع ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى أكثر من 50 درجة . فكان من الأجدر على الحكومة المالكي التي حكمت أكثر من ثمان سنوات متتالية أن تولي اهتماما واضحا بهذه المشكلة ، وأن تتخذ خططاً صحيحة لسد النقص في الطاقة الكهربائية ، ولكن انتشار الفساد في ذلك القطاع وفي جميع القطاعات سبب حرمان المواطنين من توفر خدمة الكهرباء ، حيث توجد الكثير من ملفات الفساد في هذا القطاع دون أن تتخذ الجهات المعنية أي إجراءات تحد منه .

أن صبر المواطن العراقي قد نفذ ، لعدم قدرة الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 ولحد الآن على توفير أبسط احتياجات العيش الكريم . وما قول المرجعية الدينية ( للصبر حدود ) هي إشارة واضحة لانطلاق الشرارة الأولى لمحاربة الفساد والمفسدين وتقديمهم للمحاكمة مهما كان دينه أو مذهبه أو طائفته أو قوميته أو منطقته أو عشيرته أو حزبه أو تياره ، فأن الجرس قد دق عندهم ، وأصبحوا على المحك ، فلا أحد ينقذهم ، ولا ينفعهم تبريرهم ، فأن الشعب رفع شعار ( كلا .. للفاسدين ) ( الموت .. للفاسدين ) ( ولا رجعت .. للفاشلين ) .

أن على الحكومة تحقيق مطالب المواطنين وتوفير احتياجاتهم المشروعة ، وان التظاهرات التي عمت اغلب مدن العراق ، ما هي إلا جرس إنذار للفاسدين و سراق المال العام والفاشلين الذين سببوا بدمار البلد ، وجعلوا المواطنين أن يتظاهروا بالمطالبة بحقوقهم من خدمات وتوفير فرص العمل لكل العراقيين بطريقة عادلة بعيدا عن المحاصصة الحزبية ووفق تشريع مجلس الخدمة الوطني لتوفير فرص العمل ، فأن العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات . 

لقد هدرت حكومة المالكي الآلاف المليارات الدولارات دون أن تخفف عن معاناة المواطنين ، ودون أن تضع خطط لمعالجة المشكلات رغم الإمكانات الكبيرة التي تتوفر لدى العراق من موازنات انفجارية وانتحارية ونكريه وحراميه ، ولكن كلها ذهبت إلى جيوب الفاسدين ليهربوا بها أو يهربوها خارج البلد .

أن استخفاف الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية بمطالب المواطنين وعدم تلبيتها أو التخفيف من معاناتهم ، سيؤدي إلى قرع جرس التغيير نحو اختيار الأشخاص الكفوئين والنزهاء بعيداً عن المحاصصة التي أوصلت الفاسدين والفاشلين إلى قيادة البلد . وبالقدر الذي ندعو فيه المسؤولين أن يتحسسوا معاناة المواطنين عليهم أن يعملوا على تحقيق مطالبهم وسد احتياجاتهم ، وإلا فأن رياح التغيير قد هبة ، وجرس الحساب قد دق ، ومصير الفاسدين والفاشلين قد بان ، فلا تنفع الأموال والأحزاب من أن تمنع من محاسبتكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك