المقالات

العراق والإتفاق النووي ولعبة المصالح

1994 22:56:35 2015-07-23

مفاوضات مارثونية, إمتدت لما يقرب ثلاث وعشرين شهرا, شغلت العالم بأسره, وأخذت حيزا كبيرا من تفكير الدول العظمى, مفاوضات متقلبة أنتجت ما يسمى بالإتفاق النووي.الطرفان الرئيسان في الإتفاق هما: الدولة الشرق أوسطية (إيران), والدولة العظمى (أمريكا), أما الدول المتبقية فهي أطراف مساعدة في الإتفاق وتقريب وجهات النظر.

الدولتين – امريكا وإيران- ومنذ سقوط الشاه, وصعود الحكم الإسلامي الشيعي, كانت علاقاتهم متوترة وتتسم بالتصعيد.
أمريكا تعتبر إيران داعمة للإرهاب, وخصوصا من خلال عداءها لإسرائيل, ودعمها لحزب الله اللبناني, والمقاومة الفلسطينية, أما إيران من جانبها, فتعتبر أمريكا الشيطان الأكبر, ورفعت شعار الموت لأمريكا, منذ الأيام الأولى للثورة الأسلامية.

هذا العداء؛ وصل ذروته بمهاجمة الملف النووي الإيراني, والذي أفضى إلى فرض عقوبات إقتصادية, وعسكرية, وسياسية, على إيران عام 2006.
أمريكا تعلم تماما, بعدم إمكانية إنتاج إيران لقنبلة ذرية في هذا الوقت, لكنها تضغط عليها لأجل مصالح محددة, ومخطط معد مسبقا, إيران من جهتها تعلم بما تعلمه أمريكا, ولها أيضا مصالح في المنطقة, فمن خلال البرنامج النووي, يمكنها الضغط على أمريكا للحصول على مكاسب.

لعبة المصالح هذه, جعلت من التقارب بين العدوين اللدودين ممكنا, فجلس الطرفان للتفاوض, ووصلا إلى نقطة مهمة, وهي إن كلا الطرفين هو رابح بالنتيجة, كلا بحسب مصلحته.
المتابعين من دول الإقليم, ومن دول الجوار, كلاهما فسر الإتفاق حسب مصلحته منها, فالسعودية وإسرائيل, تشاطرا الرفض لهذا الإتفاق, وإعتبراه خسارة للعالم أمام إيران, في العراق إنقسم السياسيون –كعادتهم- بين مؤيد ومعارض للإتفاق, فالموالين لإيران عدُّوه نصرا, والموالين للسعودية عدوه خسارة.

إن ما يهمنا كعراقيين, هو الإستفادة من درس المصالح هذا, فكما قال الرئيس الذي أطاح بصدام جورج دبليو بوش "ليس لنا عدو دائم ولا صديق دائم إنما هي مصالحنا نتحرك حيثما تحركت". هذه العبارة مع الإتفاق النووي, يجب على ساسة العراق أن يدرسوها بتأني وعمق, وأن يتركوا العنتريات والتبجح بالعروبة, والتخلص من المحتل, ومن الشعارات الفضفاضة, التي صدعت رؤوسنا, خلال حكم القوميين والبعثيين.

على ساستنا أن يعلموا, أن في لعبة المصالح, ليس هناك شر مطلق, ولا خير مطلق, فليس من الصحيح إستعداء أمريكا دوما, ولا من الصحيح مصاحبتها دوما, الصحيح هو قراءة الإحتياج الفعلي لهذه البلد, وكيفية تخليصه مما هو فيه من جراح, وعقد إتفاقيات إستراتيجية, طويلة الأمد مع أمريكا, على أن تحفظ هذه الإستراتيجيات للعراق إستقلايته, وكرامته وتحقيق مصلحة مواطنيه العليا.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك