المقالات

العراق والإتفاق النووي ولعبة المصالح

2209 2015-07-23

مفاوضات مارثونية, إمتدت لما يقرب ثلاث وعشرين شهرا, شغلت العالم بأسره, وأخذت حيزا كبيرا من تفكير الدول العظمى, مفاوضات متقلبة أنتجت ما يسمى بالإتفاق النووي.الطرفان الرئيسان في الإتفاق هما: الدولة الشرق أوسطية (إيران), والدولة العظمى (أمريكا), أما الدول المتبقية فهي أطراف مساعدة في الإتفاق وتقريب وجهات النظر.

الدولتين – امريكا وإيران- ومنذ سقوط الشاه, وصعود الحكم الإسلامي الشيعي, كانت علاقاتهم متوترة وتتسم بالتصعيد.
أمريكا تعتبر إيران داعمة للإرهاب, وخصوصا من خلال عداءها لإسرائيل, ودعمها لحزب الله اللبناني, والمقاومة الفلسطينية, أما إيران من جانبها, فتعتبر أمريكا الشيطان الأكبر, ورفعت شعار الموت لأمريكا, منذ الأيام الأولى للثورة الأسلامية.

هذا العداء؛ وصل ذروته بمهاجمة الملف النووي الإيراني, والذي أفضى إلى فرض عقوبات إقتصادية, وعسكرية, وسياسية, على إيران عام 2006.
أمريكا تعلم تماما, بعدم إمكانية إنتاج إيران لقنبلة ذرية في هذا الوقت, لكنها تضغط عليها لأجل مصالح محددة, ومخطط معد مسبقا, إيران من جهتها تعلم بما تعلمه أمريكا, ولها أيضا مصالح في المنطقة, فمن خلال البرنامج النووي, يمكنها الضغط على أمريكا للحصول على مكاسب.

لعبة المصالح هذه, جعلت من التقارب بين العدوين اللدودين ممكنا, فجلس الطرفان للتفاوض, ووصلا إلى نقطة مهمة, وهي إن كلا الطرفين هو رابح بالنتيجة, كلا بحسب مصلحته.
المتابعين من دول الإقليم, ومن دول الجوار, كلاهما فسر الإتفاق حسب مصلحته منها, فالسعودية وإسرائيل, تشاطرا الرفض لهذا الإتفاق, وإعتبراه خسارة للعالم أمام إيران, في العراق إنقسم السياسيون –كعادتهم- بين مؤيد ومعارض للإتفاق, فالموالين لإيران عدُّوه نصرا, والموالين للسعودية عدوه خسارة.

إن ما يهمنا كعراقيين, هو الإستفادة من درس المصالح هذا, فكما قال الرئيس الذي أطاح بصدام جورج دبليو بوش "ليس لنا عدو دائم ولا صديق دائم إنما هي مصالحنا نتحرك حيثما تحركت". هذه العبارة مع الإتفاق النووي, يجب على ساسة العراق أن يدرسوها بتأني وعمق, وأن يتركوا العنتريات والتبجح بالعروبة, والتخلص من المحتل, ومن الشعارات الفضفاضة, التي صدعت رؤوسنا, خلال حكم القوميين والبعثيين.

على ساستنا أن يعلموا, أن في لعبة المصالح, ليس هناك شر مطلق, ولا خير مطلق, فليس من الصحيح إستعداء أمريكا دوما, ولا من الصحيح مصاحبتها دوما, الصحيح هو قراءة الإحتياج الفعلي لهذه البلد, وكيفية تخليصه مما هو فيه من جراح, وعقد إتفاقيات إستراتيجية, طويلة الأمد مع أمريكا, على أن تحفظ هذه الإستراتيجيات للعراق إستقلايته, وكرامته وتحقيق مصلحة مواطنيه العليا.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك