المقالات

كل الطرق تؤدي إلى ... الفلوجة

1372 2015-07-10

ساعاتُ النصر تقترب، وعلى أطراف الفلوجة، يتساقط حطبُ جهنم، تحت ضربات "ذو الفقار"، وحشدٌ مقدس آلى على نفسه، العودة برايات النصر، الذي لاحت بوادره، مذ أصبحت تكريت عنواناً له، لتُمسي الفلوجة من أبرز عناوينه، وخطوات الحشد على أعتابها، رسائل الموت لداعش ومن والاه.

سقوط الموصل ومن بعدها صلاح الدين فالأنبار بعد حين، شكّل صدمة للشارع العراقي، وإنكسار قواتنا المسلحة كان له الأثر الأكبر في النفوس، فكان لابد للنجف من قولٍ فصل، فانبرت المرجعية الرشيدة له بشجاعة.

النجف قالت كلمتها، لتعلن جهاداً كفائياً عراقياً بلا إستثناء، فلا مذهب يعلو فوق كلمتها، ولا طائفة تنأى بنفسها عن قولها، ولا قومية تتنصل عن شمولها، لتعلن عن صولة الحق ضد الباطل، حين إجتمع الإرهاب العالمي، بأموال سعودية قطرية، ودعم أمريكي صهيوني، "ونفوس" ضعفت وهانت عليها كرامتها، فاستقبلت وهلّلت لداعش الباطل على أراضينا.

تلاحقت الأحداث، وتشكل الحشد الشعبي المقدس، ليمسك زمام المبادرة، وبوادر النصر لاحت في الأفق، بدءاً بجرف النصر، تلتها تكريت ثم بيجي، لتتجه فوهات الحق بعدها صوب الأنبار، لتعلن صولاتها النصر المتلاحق، معبداً الطرق نحو تحرير الفلوجة.

حصارٌ يضيق على الفلوجة، يزرع الخوف في قلوب داعشها، والفجر سيبزغ رايات فوق أعاليها، رايات الحق، وصوت يعلو لحشدٍ لازمه النصر منذ نشأته.

إنتصارات متلاحقة، تأتي أفراحها تباعاً من أرض الأنبار، وتقدمٌ من أطرافٍ أربعةٍ حولها، بل كل ما حولها، تتسابق خطواته نحو الشهادة، لتطّهر تراباً تنفس دنساً داعشياً منذ 2014.

الصقلاوية بغدرها تتهاوى تحت أقدام الحشد المقدس، لتشكل الممر الأول إلى فلوجة داعش، وكرمة الحقد تنهار معلنة خضوعها، تتبعها السجر والنعيمية والفلاحات، يزيد فيها الخناق على داعش، فيصبح الهرب من الفلوجة انتحاراً، وتصبح الفلوجة مقبرة لهم.

حشدٌ عاشق للشهادة، لا يهاب إقتراب لحظات الموت، ولا يعرف للخوف معنىً، وقلوب الجهاد تملؤها العقيدة، مهما اختلفت مسمياتها وإنتماءاتها، وتعددت أسبابها، تجمعها وحدة الهدف والغاية، وإيمانها بأن دماءها ثمن حريتها، لم يثنها عن تقديم النفس قرباناً لها.

ماهي إلا أيام معدودات، ليصلّي الحشد في جوامع الفلوجة، حين تسحق جحافل الحق رؤوس الباطل، وحين لا يبقى لداعشٍ فيها سوى ذكراه السيئة، فالحق طريقه النصر، واليوم كل الطرق تؤدي إلى الفلوجة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك