المقالات

داعش صنيعة الإرث الإسلامي المنحرف

1563 2015-07-07

الرجوع إلى الماضي، يساعدنا في فهم الحاضر، فما يحصل اليوم من فتن وتكفير، لبعض المسلمين وقتلهم، بإسم الدين الإسلامي، لم يأت من فراغ؛ بل له جذور تاريخية قديمة. ثمة رأي شائع لدى المهتمين، بالشأن السياسي وحتى من عامة الناس، أن داعش هي صنيعة أمريكا، ولهذا الرأي ما يبرره، ولسنا بصدد نفي أو إثبات هذا الرأي، وأقول أن داعش وأشباهها، ظهرت قبل ظهور الولايات المتحدة الأمريكية، أي بعد وفاة الرسول(عليه وعلى آله الصلاة والسلام).

تشكلت الخلافة الإسلاميه، بعد تنحية وصي الرسول، علي(عليه السلام) حتى وصلت زعامتها، إلى معاوية وإبنه يزيد عليهما اللعنة، فنصب نفسه خليفة للمسلمين، وحكم على كل من لا يبايعه، بالقتل والتنكيل كما فعل بالإمام الحسين(عليهالسلام) وبرروا فعلتهم الشنيعة دينيا، حين قالوا أن الحسين(عليه السلام) كان باغيا، على إمام زمانه يزيد وهكذا إستمرت الخلافة الإسلامية، في عهد الأمويين والعباسيين، بالقتل والتنكيل بآل البيت وذريتهم وأتباعهم.
إن التطرف الديني والتكفير، هو حصيلة إنحراف المسلمون، عن القرآن والسنة الصحيحة، إذ تعرض التاريخ الإسلامي والسنة النبوية، إلى حملة تزوير وتدليس كبرى، ولو كان بمقدورهم، تحريف القرآن الكريم لحرفوه ؛ولكن ذلك الكتاب قد تعهد، الباري عز وجل بحفظه(إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)على خلاف بقية الكتب السماوية، التي حرفت كالتوراة والإنجيل؛ لكن وعاض السلاطين، عمدوا إلى تأويله إبتغاء الفتنة، وقد نجحوا في هذا المسعى، بعد أن أقنعوا فئة كبيرة، من المسلمين بآرائهم المنحرفة.

تزايد الشد الطائفي، بعد سقوط الطاغية صدام، وتغيير المعادلة الظالمة، التي حكمت العراق لمئات من السنين، بعد أن أخذ الأكثرية والأقلية، حقوقهم في الحكم، فلم يرق هذا النظام الجديد، لكثير من الدول العربية المستبدة، التي سهلت وتساهلت مع المتطرفين، في العبث في العراق، وقتل آلآف العراقيين منذ (2003) وإلى يومنا؛ لإفشال تلك التجربة الجديدة، على المنطقة العربية، وإرجاع المعادلة السابقة في الحكم.

لم تنصت تلك الدول لتحذيرات العراقيين، بأن هذا الأمر الخطير، يمثل لعبا بالنار، وأنهم يسحترقوا يوما، بتلك النار التي أوقدوها، فالأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية، في السعودية والكويت وتونس ومصر، أكدت ذلك الرأي، بأن أحد لن يكون بمأمن، من الإرهاب الأعمى، وأن لهيب نيراهم بدأت تصل إليهم، فالخطر ليس في إيران أو في التشيع؛ بل من داخلهم، كما عبر عن هذا المعنى الرئيس أوباما.

بعد أن وقع المحذور وما كنا نتوقعه، فما تلك الأحداث إلا بداية، فإن لم تتعاون تلك الدول، مع العراق وإيرن وسوريا، وتشكل حلفا مشتركا؛ لمحاربة الإرهاب فكريا وعسكريا، ستكون الأوضاع في تلك الدول، أسوأ مما في العراق، الذي يمتلك مقومات النصر على الأعداء، غير متوفرة في غيره من الدول.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك