المقالات

اوقفوا الارهاب ومغذياته في باكستان

1460 2015-07-04

حينما تتعرض الشعوب لخطر لايحتمل التأويلات وحينما لايكون هناك شك في عظمة ما يمكن ان يتعرض له حاضرها ومستقبلها واجيالها ووجودها من تهديد لايمكن ان يكون هناك مجال للتردد في ان تكون المواقف بقدر ذلك التهديد ولايمكن ان يكون للوسطية في المواقف. عندما يكون حجم التهديد كبيرا فيستوجب ان تتسامى الامة في ان تترك الخلافات جانباً حتى يتم الخلاص من مكامن الخطر او التهديد وعليهم ان يفضحوا مصادر التضليل حتى وان وقفت وراءه جهات (بكل اساطيلها وعدتها ) ليس من مصلحة الشعوب ان تكون ابواقاً لهذا الطرف الاقليمي او ذلك ممن يسعى الى تصفية الحسابات على حساب مصلحة الوطن وعليه ان يفهم بأن الفكر العدائي اتجاه الاخرين قد نشأ وترعرع بمباركة غربية امريكية واعدت بمطابخها ورأى النور في مغارات تورا تورا المظلمة ومعسكرات كويتا الباكستانية ومدارس (المجاهدين العرب ) التي كانت ترسلهم دولهم وجمعياتهم الخيرية لقتال الروس الذين انسحبوا منها عام 1989 وقد اتخذوا من هؤلاء ذريعة لتشويه صورة الاسلام وجعله العدو الاول وهي الصورة الجديدة للصراع ومن رحم المجتمعات الاسلامية نفسها لانها تحتضن بيئات التطرف مثل الفقر و البطالة وغياب التعليم والاحباط ومصادرة الحريات وتكميم الافواه في بعض الحكومات الدكتاتورية لتلك الدول ...

وليجد المتطرفون من كل بقاع الارض ىملاذا لهم ويمارسون ظلاميتهم بكل حرية ، ولزرع الفتنة بين طوائفهم وقومياتهم ومن هنا نجد ان عصابات الارهاب اليوم تتحرك في باكستان بعد ان وجدت محط قدم امن لهم وتمثلت بتسميات مختلفة ولكن لاتختلف ايدلوجياتهم وافكارهم الطائفية الهدامة وهو مانشاهدها تتحرك وفق ما تملي عليهم غرف الظلم مثل (عصابات انصار الامة )او(جيش الصحابةً) بتسميتها الجديدة اهل السنة والجماعة الذين يروجون العداء لاخوانهم من للشيعة من خلال شبكة (جئو ) الخبرية لنشر سموم التطرف او وسائل الاعلام المأجورة والمدعومة من المؤسسات (الخيرية ) من السعودية التي قد تجاوزت كل القيم الدينية وتجاهلت جميع الدعوات الدولية الداعية للحد من التطرف في العالم، وذلك بمضيها في تغذية المدارس الدينية المتطرفة في باكستان رغم علمها بأن تلك المدارس تحرض على العنف وتدعو إلى الكراهية او الخليجية ومن اموال شعوبهم وبتوجه منها و الحملة الظالمة ضد مجلس الشعب الباكستاني بعد ان قرر الوقوف محايداً مع ارادة شعبه لما تقوم به الرياض والتحالف الدولي التي تديرها غرف الدول الكبرى في الاعتداء السافر على الشعب اليمني ويهدد استقلاله وبعد ان دعى للجلوس على طاولة الحوار والاجابة لما يقرره الشعب بنفسه دون تدخل خارجي ...

واعترضت عصابات جيش الصحابة على هذا القرار لكونه لايمثل رأي الشعب الباكستاني كما تدعي وقد سبق لرئيس هذه العصابه محمد احمد لدهيانوي ان اصدر فتوى بجواز قتل الشيعة وطلب من الجماعة الاستمرار بقتلهم مما سبب اعتراض مجلس وحدة المسلمين في باكستان الذي يمثل الاكثرية المسلمة والوقوف ضد ترويج من مثل هذه الدعوات الطائفية والتي تسبب نمو هذه الظاهرة الخطيرة في المجتمع وقد خرجت العديد من التظاهرات وفي مدن مختلفة ضد هذه الفتوى القبيحة والتي تؤكد ماهيت هؤلاء وطينتهم فكل المعطيات والأدلة والتحليلات والتوقعات تؤكد أنهم أشخاص معدون سلفاً بوسيلة ما لتأدية هذا الدور القذر...ان مسوغ هذه العصابات تدمير الانسانية بكل اطيافها وتمحوا الارض من خارطة الوجود حيث اشاعة الموت بكل الطرق ولتسحق التنوع الديني والاجتماعي لانهم مجموعة من اللقطاء لم يلحقوا بأنسابهم واورام سرطانية يجب استئصالها من مجتمعاتنا الاسلامية قبل ان تستفحل ويصعب الدواء. 

على الأنظمة العربية التي تقوم بدور معاكس تماما بكونها "تستضيف" بكل "كرم" القيادات والقواعد والأساطيل الأمريكية لتنطلق منها في حروبها واعتداءاتها ومجازرها ضد الشعوب المسلمة والعربية وبعض هذه الأنظمة العربية تتمادى في الخنوع والعمالة والخيانة بتآمرها المباشر مع اسرائيل وذلك من خلال الاتفاقيات السرية والعلنية لضرب الشعوب المنادية بالحرية والدفاع عن حقوقها ومحاربتها لها بشكل غير مباشر وأحيانا بشكل مباشر كما يحدث في اليمن السعيد النمودج الحي والحقيقي ،، عليها ان تعي من غضب شعوبها قبل فوات الاوان وايقاف دعمها لمثل هذه العصابات الارهابية باسم الدين والكل يعلم من هي تلك الأنظمة الوقحة والفاقدة لأخلاقها وعروبتها ولدينها وماذا فعلت وكيف تآمرت على المقاومة في لبنان والعراق وسورية وفلسطين.

ان الرحمة صفة تقتضي إيصال المنافع والمصالح إلى الانسانية وإن كرهتها نفسه وشقت عليها فهذه هي الرحمة الحقيقية، فأرحم الناس بك من أوصل إليك مصالحك ودفع المضار عنك ولو شق ذلك عليه، فهذه الصفة كانت من صفات الأنبياء والمرسلين أجمعين، وقد اتصف بها النبي صلى الله عليه واله وسلم فقد كان رحيما بالجميع سواء كان بشراً أو حيوان أو نباتاً.


عبد الخالق الفلاح
كاتب واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك