المقالات

لماذا استبدلتم الفدرالية بالتقسيم؟!

1090 2015-07-04

بعد تغير النظام في العراق في عام( 2003 ) طرح المجلس الاعلى الاسلامي مشروعه (الفدرالية) التي تتيح لثلاث محافظات اتحاد فدرالي ليس على اساس طائفي بل يبنى على المصالح المشتركة،وعلى الرغم من قدم اطروحة الفدرالية في رؤية المجلس الاعلى ، فهي تعود إلى ثمانينات القرن الماضي حين طرح مؤسس المجلس الاعلى السيد محمد باقر الحكيم ثلاث شعارات مركزية عام (1982) اصبحت من متبنيات التيار هي :

أ اسقاط نظام صدام حسين .
ب كسر المعادلة الطائفية التي حكمت العراق منذ مطلع العشرينيات .
ج- الإدارة اللامركزية ( الفدرالية ) .

بيد أن اصوات المراهقة السياسية،وأدت ذلك المشروع!، وهو في مهده بعد أن اقامة الدنيا ولم تقعدها بذريعة تقسيم العراق وجعله ضيعة تابعة لإيران ، للآسف نجح التخلف السياسي ومن يحركون ماكنته من الخارج ، فتخلى المجلس الاعلى عن مشروعه الذي يمثل قراءة واعية للواقع العراقي ، لو كُتب له النجاح لوفرت على الشعب العراقي الكثير من موارده البشرية والمادية .

ولعل ما يأكد وعي قيادة ذلك التيار انها لم تطرح مفهوم الدولة الدينية ،على الرغم من صبغة قياداته الدينيه، بل تبنت مفهوم الدولة المدنية لأيمانها بصعوبة اقامة دولة بنموذج اسلامي بسبب تعدد الطوائف والاثنيات في العراق والدليل شعارها (حرية-عدالة-استقلال).

اليوم وبعد خمسة عشر سنة من التغيير تشير جميع المعطيات الى ان فكرة العراق الواحد اصبحت بعيدة المنال بسبب طبيعة التحديات التي نمر بها، وهنا لا اقصد تهديد (داعش) فداعش بندقية مأجورة جيئ بها لغرض فرض معادلة تفاوضية من قبل بعض السياسين السنة سرعان ما ندموا عليها بعد فتوى المرجعية . لكن المشكلة الكبيرة هي في تخلف الساحة السنية التي لا تملك بوصلة تحدد تحركاتها فهي كالسعفة في مهب رياح الافكار السياسية تفتقد الى المرشحات و (الفلاتر) التي تؤسس لقرارات سياسية صائبة .

تخلف القيادات السنية المتصدية للمشهد السياسي والقاع السني ، استنزف البلاد، وجعلها تدفع ضريبة باهضة الثمن تمثل في تهجير الملايين وسبي النساء وازهاق ارواح الالاف من ابناء الشعب العراقي ، وحرث ارضية تقسيم البلاد والقبول بمشروع بايدن سيء الصيت المتمثل بتقسيم البلاد على اساس طائفي وعرقي . وهذا ما ذكره مؤخرا صاحب مشروع تقسيم العراق بايدن (انني كتبت المشروع على ورق لكن سيأتي الساسة العراقيون يوماً إلى هنا ويطالبون بتقسيم العراق) !!

قراءة تبدو واقعية لما يجري في العراق بسبب قوة عوامل الدفع بأتجاه التقسيم مقابل ضعف عوامل وكوابح وحدة العراق .
انها رؤية ليست متشائمة ، بقدر ما هي حقيقة لا مناص من وقوعها يوماً ما، يتحمل خطيئتها العرب السنة. يستوجب من المتصدين للمشهد السياسي ان يهيئوا انفسهم للخروج من مخاطر التقسيم باقل كلفة مقارنة بكلفة رفضنا للفدرالية ! ، ترتكز على حسن الجوار بين دويلات العراق الثلاث !!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك