المقالات

الحرب على قطر ....!؟

1312 01:40:56 2015-06-27

أبرز الأخبار المتداولة في الأسبوع السياسي الأخير ، دعوة اطراف سياسية وإجتماعية لتبديل النظام النيابي بالنظام الرئاسي ، وزيارة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي لكل من الكويت وقطر ، وإنعكاساتها على القضية العراقية .

الموضوع الأول يكشف عن ضعف الترابط بين النظام الديمقراطي والجمهور السياسي ، الذي صار يتقاطع مع طروحاته ومعالجاته وابرزها توزيع السلطات واالتعددية والفيدرالية ، وهو تعبير عن " نوستالجيا " سياسية ، أي الحنين الى الماضي وسلطة الرئيس او الرجل الواحد الحاكم بأمره ، والمؤثث بمؤسسات تحمل يافطات ديمقراطية واشتراكية وحرية وغيرها من شعارات الإستهلاك السياسي، التي تغطي مظالم وسلوكيات ديكتاتورية فاشية ، لم يختف اثرها ودورها في سلوك تنظيمات إسلامية عديدة في سنوات مابعد 2003.

الرغبة لإستبدال بنية العملية السياسية الى أخرى تعتمد النظام الرئاسي، تتقاطع مع عارضين كبيرين ، الأول هو الدستور الدائم وشروط تغييره الصعبة، خصوصا في ظل الفوضى الإجتماعية والسياسية وتشرد اكثر من مليوني عراقي ، والعارض الآخر هو لارغبة بذلك للقوى السياسية المتسلطة منذ (12) أثنى عشر عاما ً في تقاسم للثروة والسلطة والإمتيازات والنفوذ .

الشيء المهم بالموضوع أن قواعد الفساد في البلاد ، سواء كان النظام نيابيا ً أو رئاسيا ً، ستبقى تشتغل وتتسع مثل السرطان ، في ظل غياب الإنتماء والروح والثقافة الوطنية ، والإنغلاق على طائفية أوعنصرية إنتماء ، يصارع الآخر ويسعى لإبادته والسيطرة عليه .

الخبر الآخر الإيجابي ، زيارة عمار الحكيم للكويت وقطر ، فهي إذ تدخل في باب تأكيد العلاقة الإيجابية مع الكويت ، فأنها تشكل مسعى جاد في كسر جليد العلاقة مع قطر ، بخلاف مايعتقده البعض ، فأن قطر أحد أهم محركي الصراع على النطاق الإقليمي ، وتحديدا القضية العراقية ومايحيط بها .
تجميد الخلاف وتعطيل نشاط المحاور المضادة للعراق يعني في عالم السياسية مكسب مهم وعميق، يؤسس لنمط جديد من أطر علائقية تحيل الخلاف الى تصالح ، والتضاد الى منافع متبادلة .

تلك خطوات مهمة في ظل تخبط السياسة الخارجية للعراق ، واندفاع بعض الرؤوس من الفرقاء السياسيين لزج العراق بأزمات تضيف ثقلا ً جديدا ً لأزماته وقيوده ، ناهيك عن إعطاء ضمانات للآخر المختلف سياسيا ً وطائفيا ً ، بان توجهات العراق لاتتقاطع مع مشروع وجوده السياسي وأهدافه ، خصوصا دول مثل الكويت وكذلك قطر التي تملك عناصر القوة الناعمة ( المال ، الإعلام ) إضافة لدورها المنافس لإسرائيل في مشروع التخادم السياسي مع امريكا .

حكمة عمار الحكيم السياسية ، يحاول البعض النيل منها ووضعها في إطار التنازع السياسي السوقي ، دون قراءة متعمقة لتوجهات المنطقة وظروف العراق والتهديدات التي تحيط به ، استبدال المعادلة التي يسعى لها الحكيم من الحرب على قطر الى التصالح مع قطر ، يعني استثمار قدرات هذه الدولة الصغيرة الفاعلة في خدمة العراق ، ذلك نجاح ينتظر تطوير آفاقه من قبل الحكومة العراقية ، بما يؤمن للعراق استقرارا ً أمنيا ً واقتصاديا ًودعما سياسيا ً على الصعيد الدولي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك