المقالات

وثائق ويكليكس، شكوك وقراءات ...!

1801 2015-06-21

اثارت وثائق " ويكليكس " ، ضجة في الأوساط السياسية والإعلامية ، كونها تضع شخصيات سياسية وإعلامية عراقية وعربية موضع الإتهام والعمالة للمملكة العربية السعودية ،أو استجداء الأموال منها بطريقة متدنية .

التهم تطال الشيعة والسنّة على سواء ، وتتعدى ذلك الى دفع القارئ المتحفظ الى التشكيك وإتهام كل السياسيين بلا استثناء ، ولعل ذلك أحد أهداف نشر الوثائق بهذا الوقت الذي يشهد احتدام الصراع بكل أنواعه على المسرح العربي ، من هنا ينبغي ان نتأمل بمشروع نشرها واسبابه واهدافه ، وفق قراءات تجتهد ان تكون موضوعية ، بمعنى تخضع للفحص العقلاني والمنطقي . وليس الإنطباع الهوائي .

القراءة الأولى تقود الى عدم استبعاد مثل هذه الوثائق ،واقصد بذلك الوضع العراقي، كون غالبية القوى السياسية العراقية ذات ارتباطات اقليمية تمليها المصالح والترابط الطائفي والإستقطاب السياسي ، في تابعية معلنة ومكشوفة ، واعتماد هذه البينّة تدعو المتبحرين في الواقع السياسي ان لايستغربوا مثل هذه الوثائق ، إن لم تكن متخلفة وضعيفة أزاء حقائق الجرائم الحاصلة في بلادنا منذ 13 سنة ، والمصالح الشخصية التي سيطرة على نوازع الشخوص وسلوكياتهم المنحرفة سرا ً. 

الإستنتاج أعلاه يعني ان هذه الوثائق لاتشكل سوى هامش ثانوي ليس ذي أثر في مجرى الأحداث ، وربما اريد لها ان تكون غطاء ً لما هو أعمق واسوء ، أو اشاعة روح التشكيك وفقدان الثقة بالطبقة السياسية الحاكمة ، تمهيدا لتغيير مقبل ، مثلا .
القراءة الأخرى تتعدى المحلي العراقي والعربي الى مسألة الصراع الدولي ،وتسقيط السعودية عبر تصويرها بصفة العملاق الإقليمي، الذي يشتري الجميع بأمواله ، وان هذا العملاق هو عملاق هوائي لاقيمة لمخابراته ومكاتباته السرية وجهوده الإستخبارية التي صارت تحت تصرف الإعلام والتشهير ، بعد سلوكيات السعودية المتوجة بعدم رضاها عن امريكا وميلها لصالح ايران ، سواء بالملف السوري أو الملف النووي ، أو الوضع في العراق .

ثمة أمر لفت انتباهي يسهم بوضع تهمة إختراع هذه الوثائق ، وهي ان صاحب وثائق ويكليكس " جوليان اسانج "هرب عام 2012 ، بعد احكام بسجنه وملاحقته ، فكيف تسنى له الحصول على "وثائق " و اسرار حصلت خلال السنتين الأخيرتين مثلا ...1؟

دوائر المخابرات العالمية مثل الأمريكية والبريطانية والصحف الكبرى ، لم تعط أهمية او تعليق عن الموضوع ، بخلاف ماحدث عام 2010وعام 2012 حينما نشرت الوثائق آنذاك ، واحدثت ضجة استمرت لوقت طويل وترتبت عليها خلافات واعتراضات دولية .

فيما يخص الشخصيات السياسية العراقية التي ورد اتهامها بهذه الوثائق ، مطالبة بتوضيح براءة مما نسب لها ، خصوصا في الأمور التي تتخطى ماهو شخصي الى ماهو وطني وطائفي ، طالما ان السعودية نفت ذلك دون إعطاء تعليلات أو أحكام براءة لدورها المخابراتي وتدخلها الأقليمي ، بحسب إتهام الوثائق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك