المقالات

رمضان مدرسة العطاء للحشد الشعبي

3560 2015-06-15


قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).

لم تبقى الاّ أيام قلائل، ويحل علينا شهر من أعظم الشهور، مدرسة التربية الروحية، والعطاء الرباني، والفيوضات الالهية. 
شهر اجتمع فيه الصوم مع الجهاد، للمجاهدين في الحشد الشعبي، ونادرا ما يحصل هذا للمؤمنين، ليزدادوا بذلك أجرا عظيما. 
أو قل شهر جُمع فيه، الجهاد الاصغر مع الجهاد الاكبر، فالصوم من اوضح مصاديق جهاد النفس( الاكبر).
حيث قسمهُ علماء الاخلاق الى ثلاث أنواع: صوم عن الاكل والشرب، وصوم الجوارح عن المعصية، وصوم القلب عن أي ذكر غير ذكر المولى عز وجل. 
ثم قالوا، لا يقبل الصوم الاّ من النوع الثاني والثالث، بدليل ذيل الاية( لعلكم تتقون).

على أبناءنا واخوتنا من المجاهدين، في الحشد والجيش والشرطة، ان يستثمروا من هذا الشهر الفضيل، ويستلهموا منه معاني التقوى والصبر. 

ان طاعة الخالق سبحانه وتعالى، يجب ان تكون في جميع فرائضه، التي فرضها وامر بها، وإجتناب المعاصي، التي نهى، فعلى المجاهد المؤمن ان يتعلم من شهر رمضان، التسليم والطاعة لله عز وجل، وهو اساس التقوى، التي من اجلها شرّع الصيام. 

نعم! سيواجه المجاهدون في شهر رمضان، جوع وعطش لا يطاق، وتعب وحر شديد، نتيجة المعارك مع الارهاب، لكن هذا لا ينبغي، ان يضعّف عزيمتهم، بل عليهم إلاقدام، والتقدم الى الامام، لتحقيق الانتصارات المتزايدة، فالصائم المجاهد، والذي يستشهد وهو صائم، له درجة أكبر وأعلى، وأكثر ثواب عند المولى عز وجل. 

لا يفوتنا ان نذكّر اخوتنا المجاهدين، في اول معركة بالاسلام( معركة بدر)، كانت في شهر رمضان، وانتصر فيها المسلمين على المشركين، رغم قلة العدة والعدد، بفضل إيمانهم وصبرهم. 

ان اهم درس، يجب ان ياخذه المجاهد من الصوم، هو: الصبر. فالصبر مفتاح الفرج والنصر، ومن لا صبر له، لا إيمان له، فهو النجاح، عند الامتحان والابتلا. 

كما يذكر لنا القرآن، قصة طالوت، في قوله تعالى:(فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).

هذا الابتلاء سيحصل ايضاً مع جيش الامام المهدي( عليه السلام)، عند قدومه من مكة الى العراق. 

تعطينا آية طالوت، دلالة مهمة هي: يجب التسليم والانقياد، للقيادة الربانية، المتمثلة اليوم في سماحة السيد السيستاني، فينبغي للمجاهدين، الالتزام بتوجيهات المرجعية، وإطاعة أوامرها، وهذه الطاعة للقيادة، هي من أكبر مصاديق التقوى، التي ارادها البارئ لنا في تشريعه للصوم. 

قول قبل الختام: لابد لنا، وللمجاهدين خاصة، ان يتأسوا بالحسين عليه السلام، وان يتذكروا عند عطشهم في شهر رمضان، وأثناء الجهاد، عطش أبا عبد الله الحسين، واهل بيته واصحابه( صلوات الل... اجمعين)، فانهم قضوا قتلى، رغم الظمأ وشدة الحرارة،(لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أفرّ فرار العبيد).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك