المقالات

الردح السياسي في عرس الواوية..! قاسم العجرش

2108 2015-06-15

قاسم العجرش

لم تَخِبْ خطابات التأزيم لحظة واحدة، منذ أن أنتقلنا بقدرة قادر، من الإنغلاق الإعلامي قبل عام 2003، الى فضاءات الحرية المنفلتة، التي طبعت واقعنا، منذ ذلك التأريخ، وستبقى كذلك الى زمن ليس منظور!

خلال هذا الزمن، وبكل تلافيفه وطياته، شهدت ساحتنا الإعلامية، شحنا عدائيا مركبا، لا يلبس عليه رداء، في تفاصيله الفنية والتوصيفية.

في حالتنا؛ غالبا ما تتجه المسارات الإعلامية، ومنها تصريحات الساسة، نحو شخصنة الحدث وإرتداداته، ولذلك فإن المنتج الإعلامي، غالبا ما يطبع بطابع الإتجاهات الشخصية، محملا بكم هائل من إنتقاص الخصم أو المنافس، بل  لا يسلم من ذلك حتى الشريك، ولنا في المتشاركين بالتحالف الوطني، مثلا على هذا الواقع!

في هذا الصدد أيضا، نجد أن الساسة، لا سيما من إرتدى منهم، عباءة الحصانة البرلمانية، لا يتورعون عن الردح السياسي، وما يتفرع عنه من إدمان، على ثلم شخصية هذا السياسي أو ذاك الآخر، وهو أسلوب في الخطاب السياسي، ينم بوصف واضح عن قلة أدب.

مثل هذا المسار في العلاقات، يمثل أخطر مراحل العمل السياسي، إذ أن يتخلى "أحدهم" أو "إحداهن"، عن أخلاقيات العمل السياسي نهائيا، فهذا يخرجه (هـأ) من صفة السياسي، ويلحقه ( هـأ)  بصفة رداحي الحواري.

الردح السياسي؛ بات السمة الغالبة مع الأسف، لعدد كبير من الساسة، المتعطشين لرؤية أنفسهم على الفضائيات، أو في صفحات الجرائد، أو واجهات المواقع الالكترونية.

الردح السياسي؛ ممارسة أو صفة، ليست من السياسة في شيء، لأن السياسة جاءت من فعل "ساس" ومضارعه "يسوس"، وهو فعل يدل على الرفق بالتعامل، والهدوء وطول الأناة، والصبر على الأحداث ومواجهتها.

هذه الصفات باتت مفقودة بشكل خطير، لدى من لا يستحقون أن نسيمهم ساسة، بل يستحقون أي أسم خلا هذا الاسم النبيل..

النبل أهم عناصر تشكيل شخصية السياسي، نبل الأخلاق نبل التصرفات، ونبل التصريحات أيضا..

هذا الواقع سيجرنا إلى منزلقات خطيرة جدا، فتحول الصراعات السياسية، إلى صراعات شخصية أدواتها النيل والشتيمة والثلم، لن يؤدي إلا إلى إتمام مشهد؛ سقوط الساسة في أعين العراقيين، ومعظمهم قد سقط، إلا من نأى بنفسه عن المشاركة في عرس الواوية..

كلام قبل السلام: من قلة الخيل نسرج على الكلاب. وسيأتي يوم، من قلة الخيل والكلاب، سنسرج فيه على الفئران..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك