المقالات

فتوى تعادل أكثر من 200 مليار دولار!

1795 2015-06-14

في مثل هذه الإيام من العام الماضي كان العراق على موعد مع إحتلال جديد لايقل في وحشيته وهمجيته عن إحتلال هولاكو للبلاد. إذ زحفت غربان من يسموا أنفسهم بالمجاهدين والمدافعين عن عقيدة التوحيد ,نحو مدينة الموصل الحدباء, ليجدوا بعدها الطريق معبّدة نحو العاصمة بغداد.

كان الحاكم حينها منشغل في حياكة المكائد وتقديم الإغراءات لهذه الكتلة او تلك, وبتقديم قروض الطاعة لهذه الدولة أو تلك, سعيا للحصول على ولاية ثالثة, وبعد نجاحه المنقطع النظير في ولايته الأولى والثانية في وضع العراق ملكا على عرش الفساد العالمي وبلا منازع او مدافع. فيما كان أصحابه واتباعه منهمكين في وضع الخطط لتوزيع المناصب والإمتيازات بينهم.

حتى وقع مالم يكن في الحسبان, واذا بالمدن العراقية تتساقط واحدة تلو الأخرى كتساقط اوراق الخريف, حتى وقف اتباع هولاكو البغدادي على مشارف العاصمة! واما القائد العام للقوات المسلحة فكانت طائرته في حالة إنذار وتهيؤ للإقلاع في أي لحظة, فيما جمع رهطه كل ماخف حمله وغلا ثمنه استعداد لمغادرة العراق. وأما الجيش فتبين انه فضائي لا وجود له الا على اوراق دفع الرواتب!

8 سنوات من حكم القائد الضروري أنفق خلالها 200 مليار دولار على المؤسسة العسكرية والأمنية, الا انه فشل في اعداد فرقة مقاتلة واحدة تقف بوجه خوارج العصر, لم ينجح الدكتاتور في بناء جيش عقائدي من 100 الف مقاتل عراقي على الأقل من مجموع سكان العراق البالغ أكثر من 30 مليون نسمة. كان همه بناء قوات عسكرية تدافع عن سلطته وعن حكمه المتهريء. 

عطّل جميع مرافق الحياة بحجة محاربته للإرهاب, لكنه في النهاية هزم شر هزيمة امام حفنة من الإرهابيين. خيانة مابعدها خيانه وفشل مابعده فشل. كانت بغداد ومحافظات الجنوب على موعد مع أسراب الموت القادمة من اعماق التاريخ, والتي تركت كل قضايا الأمة المقدسة ولم يعد لها سوى قضية مقدسة واحدة, ألا وهي هدم قبور الأنبياء وأهل بيت النبي وصحبه. لم تعد قضية فلسطين تحرك شعرة من لحية أبي بكر البغدادي واتباعه, ولم يهتز ضميره للمجازر التي ارتكبت بحق المسلمين في ميانمار, فهدم قبر النبي يونس ونبش قبر الصحابي حجر بن عدي أكثر ثوابا من نصرة المسلمين.
لكنه خاب وخابت مخططات من يقف وراءه, ولكن ليس على يد سياسيي الصدفه, ولا على يد الفاشل الفاسد والخائن نوري المالكي, ولا على يد أصحابه الذين استولوا على الدولة العراقية, ولا على يد جيشه الفضائي, بل على يد رجل لايملك من سلاح سوى سلاح الكلمة.

أطلق آية الله العظمى السيد علي السيستاني كلمة واحدة سارع الآلاف من العراقيين لتلبيتها, فتشكل جيش في بضع أيام فشل المالكي في اعداد مثله في عدة سنوات, إنه الحشد الشعبي الذي يضم مختلف شرائح الشعب العراقي. إنها فتوى تعادل اكثر من 200 مليار دولار أنفقها المالكي طوال سنوات حكمه المشؤومة على الأمن, الا انه فشل في اعداد جيش يعتد به.

فتوى قلبت المعادلات في العراق و انقذت حاضره ومستقبله, لكن المالكي وصحبه الذين اسكرههم حب السلطة لازالوا يحيكون المؤامرات من اجل مصادرة الإنتصارات التي حققها الحشد الشعبي, فتارة يدعو ان المالكي أسسه وليس المرجع السيستاني, وتارة اخرى يحاولون تجيير الحشد الشعبي لصالح المالكي, ونسي هؤلاء او تناسوا أن الكلمة العليا للمرجع السيستاني وليس لنوري المالكي, وكل من يتاجر بالحشد الشعبي وانتصاراته فإن مصيره سيكون كمصير المالكي.

وإن كل من يحاول استغلال الحشد ليغسل عار فساده فلن يفلح, فالحشد الشعبي فصيل يجاهد في سبيل الله جهادا أصغرا, واما من فشل في الجهاد الكبر عندما كان وزيرا في عهد المالكي , فإن الجهاد الأصغر لن يسقط عنه الجهاد الأكبر الذي تخلى عنه عندما نهب الدولة العراقية . كل محاولات تسييس الحشد الشعبي ستبوء بالفشل , لإن الحشد لا قائد له سوى آية الله العظمى علي السيستاني, وكل من ينافسه في قيادته أو لايخضع لتوجيهاته فمصيره كمصير طريد المرجعية!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسن الاسدي
2015-06-14
ﻻزال حفنة من الاغبياء لحد الان متمسكين بنظرية( القائد الضرورة ) نوري المالكي والرجل الحديدي والسوبرمان وهو حقا بطل لكن في الكذب والانجازات الوهمية . اﻻ تعسا لهذه العقول الفارغة انهم كالانعام بل هم اضل سبيلا . ويبقى تاج تاج على الراس سيد علي السيستاني .
أباً احمد اللامي
2015-06-14
عنوان غير موفق ،،،، حيث ومن البديهي. ان لا تقارن الفتوى بالدولارات ،،،،، فالدولار امر الدنيا وتلك امر الآخرة ، ،،، من هنا يمنع بديهيا جعل الفتوى في ميزان يجلس الدولار في كفته الاخرى،،،،،
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك