المقالات

الحشد الشعبي ثمرة العبئة المهدوية

2070 2015-06-12

قوله تعالى:(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ).
علي بن ابراهيم: في تفسيره المنسوب الى الصادق عليه السلام قال: هو الامام الذي يظهره على الدين كله فيملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا 

أمم وديانات سماوية، تعتقد بمرحلة آخر الزمان، وترقب ظهور المنقذ، أو المصلح العالمي، وتبشر به، وهذه البشارات تتناسب مع ثقافة الديانات والشعوب، التي تؤمن بها، وليس عند الشيعة فقط، كما يصوروه بعض الجهلة والمتطفلين، بأنها خرافات واوهام خيالية، جآءت بها الشيعة، نتيجة الظلم الذي وقع عليهم طوال التاريخ..!

ركزّ أهل البيت( عليهم السلام)، هذه العقيدة المهدوية في نفوس شعيتهم، بل ان جدهم النبي( عليه وعلى آله الصلاة والسلام) بشّر في ظهوره، فقاموا أئمة الهدى، يبثون هذه العقيدة، بين أتباعهم ومحبيهم من خلال الروايات المستفيضة، وربّوهم عليها بواسطة الادعية والزيارات الكثيرة، كدعاء( العهد والافتتاح)، وكزيارة( الناحية المقدسة) لسيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء، وهكذا سار علماءنا الصالحين من سلف الى خلف، على هذا المنهج العقائدي والتربوي. 

لكنّ العجيب في هذا الامر، والشئ اللافت، أنهم( عليهم السلام)، ربطوا القضية المهدوية، بالحسين عليه السلام، من خلال زيارته المتعددة والمتكررة، فكم من زيارة للامام الحسين عليه السلام، ذكروا فيها المهدي( عليه السلام)، وهذا ما ذكره الامام الحسين( عليه السلام)نفسه، عندما تحدث لاصحابه في كربلاء قائلا:( فقد أخبرني جدي ان ولدي الحسين، يقتل بطف كربلاء غريبا وحيدا عطشانا، فمن نصره فقد نصرني ونصر ولده القائم...).

ألا يعطيك هذا القول من الامام الحسين عليه السلام، دلالة على ان انصار الامام المهدي( عجّل ظهوره الشريف)،هم انصار الحسين نفسهم، هم المواضبون على زيارته، والقائمين في خدمة زواره، والمحيين لشعائره، بل ان اصحاب الامام المهدي( عليه السلام)،كما وصفهم الصادق( عليه السلام)بقوله:(يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الل، وشعارهم: يا لثارت الحسين).

بمَ يجيب المعترضون على تسمية( عملية تحرير الانبار ـ لبيك يا حسين)، هل يعترضون على الصادق عليه السلام بقولهِ هذا؟!

هذه الصفات الحسينية، هي نفسها موجودة في أبناء الحشد الشعبي، فهم أبناء الشعائر الحسينية من: المواكب، والمجالس، والزيارة، واصحاب العزاء الحسيني. 
وتركت اثرها عليهم، في حربهم ضد الارهاب وداعش، فتراهم يحملون اسم الحسين عليه السلام على راياتهم،وعلى أسلحتهم، وكلما حرروا مدينة، كانوا يكتبون عليها شعارات: يا لثارت الحسين، او هيهات منا الذلة، او لبيك يا حسين. 
قد أشربوا حب الحسين، وخالط لحمهم ودمهم، وراحوا يلاحقون ويقتلون ذراري قتلة الحسين من الداعشيين. 

جاء مرويا في كتاب علائم الظهور:(وحين يقول الناس في إمامنا عليه السلام إنه يقتل ولا يرحم، يرتقي المنبر ويخرح نعلا هي لسيد الشهداء عليه السلام ويقول: لو أني قتلت جميع الاعداء ما وفوا بهذا الدم، الذي تلطخ به سير هذا النعل) افالتعبئة المهدوية، للحشد الشعبي، جآءت من اصل وصميم، القضية الحسينية، لان كلاهما مرتبط بالآخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك