المقالات

الحشد الشعبي..ولادة من رحم القضية الحسينية

3323 2015-06-04

إن للحسين في قلوب المؤمنين حرارة لا تبرد أبدا( حديث عن النبي صاوات ربي وسلامه عليه وعلى آله).

إن مصرع الحسين ـ عليه السلام ـ ترك أثرا بالغا، في نفوس الأئمة( عليهم السلام)، فترى ما من حادثة، تحدث لهم، إلاّ وتذكروا فيها مصيبة جدهم الحسين ـ سلام الله عليه ـ فألأمام زين العابدين( عليه السلام)، ما من طعام أو شراب قدم له، إلاّ وتذكر ابيه الحسين عليه السلام وبكى، وظل على هذا الحال 35 عام، حتى عُد من البكائين. 

أو حادثة إحتراق دار الأمام الصادق عليه السلام، الذي يقول فيها: عندما رأيت عيالي تفر من النار، تذكرت حرق خيام جدي الحسين، وفرار عياله من النار. 
أو كما ذكروا، إن احد الأئمة عليهم السلام، مر بسوق الجزارين، فرءآهم يعرضون الماء على الكبش قبل ذبحه، فبكى عند مشاهدته المنظر، وقال: يعرضون الماء على الشاة والكبش، وإن جدي الحسين، يذبح عطشانا. 
وأخذوا يقيمون العزاء عليه، والرثاء فيه، حتى إن الامام الرضا عليه السلام، لا يُرى ضاحكا طيلة محرم الحرام، هكذا ربّى الأئمة عليهم السلام أتباعهم وشيعتهم، عبر التاريخ، على ذكر الحسين عليه السلام، وإحياء مصيبته، وإقامة العزاء عليه. 

إن هذه الحرارة التي في قلوب المؤمنين، على الحسين بن علي عليهما السلام، تنفخ فيها، وتؤجج نار الثورات على الظالمين والفاسدين، صرخة( هيهات منا الذلة)، لذلك نشاهد العديد من الثورات، بعد مصرعه عليه السلام، مطالبة بألاخذ بثاره، كثورة التوابين، وعقبتها ثورة المختار، وثوزة زيد بن علي، وأبنه يحيى، وغيرها من الثورات، التي كانت تحمل شعار الحسين، بل إن حتى العباسيين، نادوا بشعار( يا لثارات الحسين)..!

وهكذا توارثوا الشيعة( أيدهم الل )، هذا المنهج من أئمتهم، ومن أسلافهم، فأخذوا يقيمون مجالس العزاء واللطم، على مصيبة أبا عبد الله الحسين عليه السلام، ولم ينقطعوا عن زيارته، التي أكدوا عليها وبشدة، ما لم تورد روايات بكثرتها في إمام غيره، وحثوا على زيارته مهما كانت الظروف والاحوال، كما توارثوا العمل الجهادي ضد حكام الجور، لأقامة العدل وإنصاف المظلومين والمستضعفين. 

والحشد الشعبي اليوم، في تلبيته لنداء المرجعية الدينية، وأستجابته للجهاد، وخروج الملايين من أتباع اهل البيت( عليهم السلام)، لنصرة الدين والمذهب والوطن، لم يأتي من فراغ، أو وليد صدفة، بل هو نابع من زيارة الحسين( عليه السلام) المليونية في أربعينيته، وتربية المنابر الحسينية، ومجالس العزاء والبكاء. 

هذا الأمر تنبه له، حكام الجور والفسق، فراحوا يحاربون الحسين عليه في شعائره، وفي زيارته، بل هاجموا قبره الشريف وأرادوا هدمه، عبر التاريخ، فالحسين يشكل تهديد لحكوماتهم، لانه عنوان: للحرية ـ للأنسانية ـ للمظلومية ـ للمحرومية ـ للعدالة ـ للرحمة والرأفة بالضعفاء. 

ليس عجبا! من أن يتهم الحشد الشعبي، من صعاليك السياسة، والمهلوسيين بالطائفية، بشتى أنواع التهم، وتشويه سمعته، لأنه يدافع عن إمامه الحسين عليه السلام، الذي يمثّل تلك العناوين التي أشرت أليها قبل قليل، وليس عجبا أيضا..! من ان تغيّر، أسم عملية تحرير الأنبار، من لبيك يا حسين، الى لبيك يا عراق، وكأنّ الحسين خارج العراق! أو ليس كأنه ابن بنت النبي( عليها الصلاة والسلام)، أو كأنه ليس سيد شباب اهل الجنة الذي أخبر عنه جده..! العجب كل العجب من هكذا سياسيين في العراق..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك