المقالات

إقالة أثيل النجيفي ... أولُ غيثٍ أم "مطر صيف"؟

1164 2015-06-04

ألبرلمان العراقي وشجاعة القرار، كطرفي نقيض، لا التقاء لهما، وإن التقيا، فبرحمةٍ منه ورضوان، على هذا الشعب المسكين، الذي عانى منذ بدء الديمقراطية المزعومة في العراق، والتي أفرزت لنا توافقاً جديداً، يضع المظلوم وظالمه جنباً إلى جنب، في برلمانٍ وحكومة.

تعطيل البرلمان لقوانين تمس بشكل مباشر حياة المواطن البسيط، كموازنة عام 2014، وتعجيله من جانب آخر، لقوانين في مصلحة نوابه، كقانون تقاعد نوابه (ألملغى)، ألذي كان وما زال، وصمة عار، على كل من إمتدت يده مرفوعة مؤيدة - بلا خجل- لهذا القرار المخزي، دليلٌ على ضعف مستوى البرلمان التشريعي، وطغيان المصالح الفئوية والحزبية لنوابه، على المصلحة العامة.

قرار إقالة أثيل النجيفي، وبأغلبية الأعضاء، رغم كل الضغوطات التي تمارسها متحدون، ومن خلفها دول الجوار الداعمة للكتلة، وبالرغم من أن القرار جاء بطلب من مجلس محافظة نينوى، وتأخر قرار لجنة التحقيق في سقوط مدينة الموصل، قرارٌ نال من الشجاعة حظاً وافراً.
إن عدم الإقالة طوال الفترة الممتدة من سقوط الموصل ولتأريخ إصدار القرار، تشير وبشكل واضح إلى مدى حساسية القرار، وتبعات تأثيره على الوضع السياسي في العراق.

بالإضافة إلى أن صدوره في هذا الوقت بالتحديد، يثير من التساؤلات والشكوك الشيء الكثير، كونه قد سبق صدور قرار لجنة التحقيق، كما أنه يأتي متزامناً مع إنتصار قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي المقدس، وتقدمه المؤكد نحو مدينة الموصل، فهو يعطي الوقت الكافي لكتلة متحدون لتعيد حساباتها وتنظيمها، قبل تحرير المدينة المرتقب، كما أنه يعطي الفرصة الكبرى لأثيل النجيفي لمغادرة البلاد - بلا رقيب - كما حدث مع طارق الهاشمي وآخرون.
إقالةٌ مُررت بغفلة من الزمن، خفاياها لعبة سياسية، فورقة النجيفي لم تحترق بعد، ومازالت في جعبة الداعمين سهام من الغدر مسمومة.

البرلمان العراقي إن امتلك الشجاعة لإقالة أثيل النجيفي، فعليه أن يحقق العدالة في محاكمته، كمسؤول بالدرجة الأولى عن سقوط مدينة الموصل، فإن لم يفعل، ولن يفعل، فقرار الإقالة ما هو إلا "مطر صيف".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
متابع
2015-06-05
نعم يكون القرار شجاعا عندما يتخذ وفق منظومة نقية مجردة من القرارت المتعلقة بالموضوع . فهل ما جرى يضمن ذلك . يطالب الاخ كاتب المقال بمحاكمة النجيفي باعتباره المسؤول الاول عن السقوط ولا ادري هل كان قائد عام للقوات المسلحة او رئيس اركان الجيش او قائد المدينة الميداني او رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية او مدير الاستخبارات او المخابرات او قائد شرطة؟ لست هنا ادعو الى تبرئته وانما ادعو ان يطبق العدل بصورة كاملة شاملة وان تقطع الايادي التي عبثت ببلدنا وارواحنا واموالنا ولا قدسية لخائن او متخاذل او مقصر كائنا من كان ولو زعيم مئات النواب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك