المقالات

الثوابت والمتغيرات في السياسة الامريكية

1920 2015-05-28

من الثوابت الأساسية لدى امريكا في سياستها الخارجية، هو مبدأ: جلب المصالح لها، ودفع المفاسد عنها. 
ولا يهم من أي حزب يكون الرئيس عندها. 

قد يشكل بعض ويقول: وما الضير في هذا المبدأ السياسي؟ أذا كان يخدم الشعب والبلد، بل إن حتى الاسلام وأحكامه التشريعية، قائمة على هذا الاساس، بل هي سياسة العقلاء والحكماء..! 

نقول: نعم! ولكن ليس على حساب أذى وظلم الآخرين، أو إراقة دمائهم، وهذا ما لم يفعله الأسلام في حكومتي النبي والإمام علي( عليهما وعلى آلهما الصلاة والسلام)، وأمريكا في هذا، شبيهة بالمبدأ الميكافيلي، القآئم على شعار( الغاية تبرر الوسيلة)، الذي يرى في الوصول الى مصلحته بأي وسيلة كانت، حتى لو قتل الناس فيها جميعا..! فأمريكا ليس لها حليف ثابت، أو صديق دائم، وإنما تدور في مدار جلب المنفعة، ودرء الخطر، فتكون من مصاديق قول الإمام علي (عليه السلام):(لا تصحبنّ الفاجر فأنه يبيعك بالتافهة)،وهي ـ امريكا ـ في سياستها، ديمقراطية بالداخل، ميكافيلية بالخارج. 

إنطلاقا من هذا المبدأ السياسي الامريكي، تعددت وتنوعت سياساتها، فتارة استخدمت سياسة الكيل بمكيالين، وأخرى المد والجزر، أو مسك العصا من المنتصف، أو سياسة الأحتواء، ويرى بعض المراقبين، إن هذه السياسات، تعبر عن أزدواجية أمريكا في المعايير، حتى عبّر عنها المرحوم الشيخ المرجع، محمد حسين كاشف الغطاء( قدس سره)، بكلمة هي:(قتل أمرءُ في غابة جريمة لا تغتفر، وقتل شعب بكامله مسألة فيها نظر)، لكني أرى من أنها تدور في فلك المنفعة والمفسدة، كما أشرت سابقا، وإلاّ سياستها مع دول الخايج، وأسرائيل ثابته، لأن منفعتها باقية. 

بعد أحداث 11 سبتمر الدامية في أمريكا، تغيرت السياسة الامريكية، فقد صرح بوش الأبن: ( إن الارهاب أصبح خطر على أمريكا، وعلينا نقل المعركه معه الى الخارج)، وبما أن الارهاب حركات تدعي السلام، أذن يجب جرهم وجذبهم الى بلدانهم الأسلامية، ومحاربتهم هناك، لكنهم يحتاجون لأماكن وارضية مهيئة، يستطيعون أستقطاب الارهاب أليها، فأي البلدان مهيئة لذلك..؟

في البدء عليهم التخلص من الأنظمة الدكتاتورية، التي دعموها عقود من الزمن، لأن طبيعة هذه الأنظمة، شديدة البطش، وفي ظلها لا تجد الحركات المتطرفة مكان لها، فأختاروا أول بلد العراق، وجاء القرار الامريكي بغزوه، والإطاحة بنظامه، في حين أبقوا عليه، عندما أنتفضت الشيعة ضده وكادت أن تطيح به، بعد تحرير الكويت، بوش الأب يبقي على صدام، وبوش الإبن يسقطه، إنّه المبدأ السياسي الأمريكي الذي ذكرته لك..! 

العراق بلد نفطي، يسيل له اللعاب، ويحتوي على عدة مكونات،الشيعة هم الغالبية فيه، وهي على تضاد كبير بالفكر والعقيدة، مع الفكر الأرهابي، وإذا أصبح العراق ديمقراطي، حتما الشيعة تحكم، وهذا يستفز السنة في الداخل وفي المنطقة، فألطعم الذي حضّرته امريكا، للجماعات الارهابية في العراق، شهيُّ وقوي، وبذلك تكون أمريكا ضربت عصفورين بحجر، تنهك الشيعة في حرب مع الارهاب، وتتخلص من خطره، وهكذا في بلدان الربيع العربي، لكن الطُعم فيها أقل من العراق.

لذلك نشاهد، إن أمريكا غير جادة في القضاء على الأرهاب، ومن مصلحتها إبقاءهُ في العراق والمنطقة، ودفع خطرهُ عن بلادها، لكن مواقف السيد السيستاني، قلبت الموازين ضدهم،(يمكرون ويمكر الل والل... خير الماكرين).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك