المقالات

حكاية الشيخ شغاتي ومناصب الوكالة..!

1341 2015-05-05

أصبح شغاتي شيخاً عشائرياً, يتنقل بين القرى والعشائر, لغرض حل المشاكل التي تحصل فيها, فقد كانت المدن تنشأعلى مقربة من الانهار, لغرض أستعمالها في ري الاراضي الزراعية, التي يعتاش عليها الفلاحين .

كان شغاتي أسمر البشرة, وغير مهتم بمظهره الخارجي, أينما يذهب يأخذ معه خادميين أثنين حسنا الهندام والمظهر, حتى انهما يحضيا ببالغ الاحترام من قبل العشائر الاخرى, وقد تزيد الحفاوة بهما أكثر من شغاتي في أغلب الاحيان.

ذهب شغاتي ومرافقيه الى أحدى العشائر المجاورة من أجل حل مشكلة, فأنقطع شسع نعله, فتأخر عن الدخول, فدخل مرافقيه الى المضيف قبله, فظن الجميع أنهم (مشايه), وشيوخ معروفين, وعندما دخل شغاتي لم يجد الحفاوه التي تليق به, ولم يجد مكانًا للجلوس سوى قرب الباب, فعندما علم الحضور بأن الشيخ هو الذي يجلس قرب الباب, وأن المرافقين الذين جلسا في صدر المجلس, هم خدامه, صاح علية رجل كبير في السن قائلاً ؛

(ما عندك غير الاثنين يفترون وراك شنهو مونسين الشط ).

هذه الجملة أطلقها الرجل, عن معرفة وفراسة عشائرية, قصد فيها أنك  تركت أهلك ووجهاء عشيرتك وفضلت هؤلاء, حتى وصل بهم الحال الى الدخول قبلك الى المضيف, ولم يحترما من كان سبباً في وجاهتهم.

بعد الثمان سنوات التي قضتها الحكومة السابقة, وسط جو عام من عدم الرضا والقبول, كان لابد من حصول تغيير عام في الاداء والاشخاص الذين كانوا في موقع المسؤولية, لكي يتم تصحيح ما خلفته الحكومة السابقة, لكثرة المشاكل والأرهاصات .

الا أن الحقيقة, غير ما كنا نتمنى, أغلب الشخصيات التي كانت مسيطره على مفاصل الدولة, في تلك الفترة, تم تعينهم في رئاسة الوزراء, والجمهورية, والبرلمان, كمستشارين ومساعدين, بعد فشلهم في الانتخابات الاخيرة .

أخر المطاف وليس أخيره, من تم تكليفه بأدارة هيئة الحج والعمرة, وهيئة النزاهة, وبطريقة رياضية رشيقة, تنسجم مع كل زمان ومكان وهي (الوكالة), قد أثارت حفيظة القوى التي ساهمت بتشكيل هذه الحكومة, قبل أن تثير المواطن الذي ينتطر التغيير مثلما ينتظر الجفاف المطر, وهذا التكليف يذكرنا بالشيخ شغاتي والـ( الاثنين المونسين الشط ) .

حكومة العبادي, ينتظر منها كثير من المهام, والقيام بهكذا خطوات غير مدروسة سوف يوثر على دعمها شعبياً ويقلل من نسبة نجاحها, لان تكليف الشخصيات التي أثبتت فشلها في التشكيلات السابقة ليس هناك جدوى من تكليفها مجدداً, ويضع المتتبع في دوامة من الاسئلة  الاستفهامات؟

هذه الرؤوس, لايمكن ان تبقى من دون مناصب تعتاش عليها لفترات من الزمن, حتى أنها تمادت وأصبحت مسيطرة كسيطرة خادمي الشيخ شغاتي, اللذان يدخلان المضيف ويتصدران المجالس لانهم مرافقي الشيخ, ونسوا فضله وتضحيته بأهله واولاد عمومته, من أجلهم, وعبروا تلك المرحلة منذ وقت طويل.

يجب على شغاتي مأسسة عشيرته, التي أوصلته لكي يكون شيخاً, وتكون منطلقاً لقيادة القرى والمناطق المحيطة بها, وأختيار أبناء عمومته الذين أبعدتهم سياسات تقريب الخادمين الذين فرضوا أرائهم وشخصياتهم علية في يوم من الايام, والانطلاق نحو مرحلة وقيادة جديدة, تقدم للعشيرة وابناء العمومة ما فقدوه في الفترات السابقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك