المقالات

مجزرة الثرثار تهويل إعلامي ونفي حكومي

1895 2015-04-29


ليس غريبا أن يمارس الدواعش، حربا إعلامية، بعد أن حققوا بعض النجاحات، منذ سقوط الموصل وحتى اليوم؛ لكن الغرابة أن نردد تلك الإشاعات، وكأنها حقائق مؤكدة! 

منذ نكبة الموصل، وما جرى بعدها من مجازر، في سجن بادوش، وسبايكر والصقلاوية، تلك الأحداث كانت، في زمن الحكومة السابقة، التي مارست تعتيما إعلاميا، وتقليلا لعدد الضحايا، إذ أعلن رئيس الحكومة السابق، أن عدد ضحايا، مجزرة سبايكر هم مئة، وتبين بعدها أن عددهم، أكثر من عشرين ضعف ما أعلنه، إلى أن سلط الضوء، على تلك المجزرة، بعد أشهر عديدة من إرتكابها، وتشكلت لجنة تحقيقة، بعد ضغط الأهالي وإعتصاماتهم، أعلنت في تقريرها، أن المسؤولة تضامنية، من رئيس الوزراء ونزولا.

لم نسمع في ذلك الوقت، ضجيجا إعلاميا، أو مطالبات بإسقاط الحكومة، على تلك المجازر، التي ذهب ضحيتها ألوف الشباب، في حين يتباكى، أيتام الولاية الثالثة، على مجزرة مختلقة، كما قال رئيس الوزراء، بغية إفشال الحكومة، ووضعها في موقف محرج أمام الشعب.
أعلن وزير الدفاع، السيطرة على ناظم التقسيم، وإنقاذ المحاصرين، ونفى تلك الأعداد، المبالغ فيها من الضحايا، وإن أعداد الشهداء والجرحى ثلاثة عشر، وكذلك لجنة الأمن والدفاع، على لسان رئيس الوزراء، إذ قال إن عدد الضحايا ثلاثة عشر، مع آمر الفرقة وآمر الفوج. 

لقد تطرق السيد العبادي، لهذا الأمر بإنزعاج كبير، إذ حمل بالنص، جيوش الفيس بوك، الذين يتقاضون رواتب، من أموال الشعب، مسؤولية شن تلك الحملة المغرضة، ضد الحكومة بفبركة صور قديمة، على أنها لجنود مخطوفين، من منطقة الثرثار، وقال إن قاطع الثرثار، لم يسقط وبقي صامدا، وكان الهجوم على ناظم التقسيم، الذي يبعد(26) كم عن الثرثار، وبسيارات مفخخة ومدرعة، أسفرت عن سقوط، العدد المذكور من الشهداء والجرحى.

إن تلك الحملة، التي شنها أنصار النظام المالكي، على حكومة التغيير، تصب في خدمة الدواعش، وأصبحت مكشوفة لذوي الألباب؛ ولكنها قد أثرت، في شريحة من الناس، مستغلين عواطفهم الإنسانية، وما يتعرض له الجيش والحشد، المرابطين في مواقعهم، من تحديات وضروف صعبة، في مثل هكذا حروب. 

لسنا بصدد الدفاع عن شخص، أو ذم آخر، بقدر همنا في إيضاح الحقائق، لعامة الناس، فكل قطرة دم عزيزة علينا، فالمحاسبة يجب أن تتم، على قدر التقصير، حتى لا تتكرر الأخطاء في المستقبل، وحسنا فعل البرلمان، في إستضافة وزير الدفاع، الذي تأجل يوما، بطلب من رئيس الوزراء، الذي سيحضر؛ لتوضيح بعض الأمور الأمنية، والملابسات الإعلامية، وهذا يحسب للسيد العبادي، الذي لم يتعالى على بيت الشعب.

إن الوعي السياسي، والتثقيف الإعلامي الصحيح، مسؤولية يتحملها أصحاب الشأن؛ لأنه ضرورة وطنية، في تلك المعركة المصيرية. 
في الختام هل أصبح الفيس بوك مصدرا إعلاميا موثوقا به؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك