المقالات

عزت وجبار ومله صيهود

1251 2015-04-20

نهض جبار من النوم صباحاً, ليكمل مسيرة العناء اليومية, التي يعيشها هو وعائلته, حمل مسحاته وسار بخطى حافية القدمين تملئها الشقوق وأشواك الـ(عاكول), التي رسمت بساقيه خرائط الجوع والمشقة.

عند الخروج من المنزل تفاجئ جبار بتجمهر اهالي القرية عند منزل الملة صيهود, وعند السؤال عرف جبار بزيارة وزير الزراعة الى المدينة, فألقى جبار مسحاته ونفض الغبار عن دشداشته الوحيدة.

رافق جبار والمله صيهود اهالي القرية, وذهبوا الى مدينة النصر التي تقع شمال الناصرية, والتي يشطرها نهر الغراف الى شطرين, من أجل عرض معاناتهم على مسؤول الزراعة المباشر .

الجماهير تهتف بصوتً عال كعادتها, الوزير يعتلي المنصة والقومية تنفث نيرانها من بين فكيه, جبار ومله صيهود ورفاقهم منتظرين اللحظة المناسبة التي يعلنون فيها عن مطالبهم التي جاءوا من أجلها.

سأل وزير الزراعة- ماهي مطالب أهل المدينة؟ فصاح مله صيهود ومعه جبار بصوت عالي ( سيمات للطبكه- سيمات للطبكه), وماهي إلا ثواني حتى أصبحت سيمات الطبكة هي المطلب الوحيد لأهالي القرية .

سجلت سيمات الطبكة (الدوبه) التي تستعمل للعبور بين ضفتي النهر, كمطلب رئيسي لاهالي النصر, تحت استهزاء واستغراب عزت الدوري وزير الزراعة في سبعينيات القرن العشرين .

فطرة جبار ومله صيهود جعلتهم محل أستهزاء عند الدوري, لانهم لم يطلبوا دوبه جديدة ولا جسراً, بل طلبوا سيمات جديدة بدل السيمات المتقطعه التي تستعمل في سحب الدوبة وهي داخل المياه.

مطلب جبار ومله صيهود كان عن معرفة ورجاحة عقل متميزة, فقد عرفوا بأن عزت ورفاقه لم يكونوا رجال دولة في يوم من الايام, وأن توفير السيمات من قبل الوزير هو ضرب من ضروب الخيال.

من لم يأخذ مطلب السيمات على محمل الجد, لن يستطيع قيادة دولة لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً, ومن يوصل بلاده الى المرحلة التي وصلناها اليوم لا يجب عليه المطالبة بقيادة هذه البلاد من جديد.

اولاد جبار ومله صيهود هم من أخذوا ثأر أبائهم وشهدائهم الذين خلفهم النظام البعثي بقيادة عزت ورفاقه, ليبعثوا برسالة عاجلة لمن يتحالف مع المتطرفين والبعثيين على حساب الوطن؛ أنك على رحيل والعراق باق الى الابد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك