المقالات

الفاشلون بين الباب والشباك

1502 2015-04-12

مما لاشك فيه، إن حكومة السيد العبادي شكلت في وقت إستثنائي، حيث كانت المساحة السياسية، مشحونة بالصراعات الحزبية والقومية؛ لكن رغم كل هذه التجاذبات، أتفق معظم الكتل السياسية الوطنية، وفي مقدمتهم كتلة المواطن وتيار الاحرار؛ على برنامج حكومي وأضح المعالم، من خلال ما أعلنه رئيس الوزراء، أبان تشكيل كابينته الوزارية، وأكد في البرنامج الحكومي على نقاط مهمة وإستراتيجية، وقد كان أولها أن تلغى مفهوم الوكالة، للوزارات والهيئات الأخرى، وتسنم بالأصالة حسب الإتفاقات السياسية، والإستحقاقات الإنتخابية، من أجل التوازن في المركب الحكومي. 

هذا المفهوم لم يكن في البرنامج الحكومي وحده، وإنما جاء مراراً وتكراراً في البيانات المتتالية للمرجعية الدينية، التي حذرت الحكومة من الوقوع مره أخرى في هذا الفخ، والغول الكبير الذي أبتلع العملية السياسية ومؤسسات الدولة، وجعلها أشلاء لا تقوى على إعادة ترتيب نظامها الداخلي، وبالتالي أصبح هذا الأمر مرفوض؛ من قبل المرجعية والقوى الوطنية والشعب العراقي، الذي ذاق مرارة الوكالات والروتين القاتل، والإرباك الكبير والفساد الإداري والمالي، والرشوة التي إستشرت في جميع مفاصل الدولة. 

أمانة بغداد وهيئة الحج والعمرة وهيئة النزاهة، ثلاثة هيئات بالوكالة لحد الأن في حكومة السيد العبادي، ولا سيما وان هذه الهيئات مهمة وحيوية، ولها تماس مباشر مع المواطن، بعضها تتعلق بالخدمات وراحة البغداديين، وبعضها تحافظ على مقدرات الشعب وتتبع خيوط الفساد والرشوة، وتكبح كل من تسول له نفسة بهدر المال العام؛ والأخرى لها إرتباط دولي ولها ميزانية كبيرة وملفاتها شائكة. 

إن الوكالة أشبه بالذي يؤجر دار للسكن، ينتظر متى يخرجه صاحب الدار منها، فلذلك لا يمكن أن يرممها ويبذل جهد عليها، وقد تتهالك تلك الدار بسبب كثرت المستأجرين ولا مبالات فيها، هكذا أصبح معظم دوائر الدولة ومؤسساتها، منذ 2003 تدار بالوكالة، وفي مقدمتهم الوزارات الأمنية في حكومة الولايات المتعاقبة. 

غول الحزب والسيطرة مره أخرى على مفاصل الدولة، بداء يقترب من السيد العبادي، ويلتهم جميع ما حققه خلال الأشهر المنصرمة، وهذا منحدر خطير على العملية السياسية، في ضل هكذا أمور محتدمة، وخطوة غير موفقة، قد تجعل معظم القوى تتخلى عنه، ويصبح ضمن إطار" الوجوه الكالحة".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك