المقالات

اريد ما عند جون ولا اريد ماعند الضحاك

1935 2015-04-07

ان من روائع واقعة الطف انها اعطتنا دروسا في كل مجالات الحياة وليس الحرية والشموخ فقط ، بل ان هنالك مفردات رائعة بين مشاهد واقعة الطف منذ ان بدات الرحلة في رجب سنة 60 للهجرة وحتى استشهاد الحسين عليه السلام في العاشر من محرم سنة 61 . ولو استقرانا هذه المشاهد واخذنا منها الثوابت ومن ثم جعلها قانون لتحكم مفردات حياتنا فانها تقودنا وبلا شك الى النجاح والفلاح ، ومن بين ما يستحق الوقوف والتاني فيه هو مشهد جون مولى ابي ذر والضحاك بن عبد الله المشرفي .

جون عبد اسود مولى لابي ذر لحق الحسين في رحلته الى العراق لايمتلك شجاعة الفرسان .

الضحاك بن عبد الله رجل فارس وحر ومن قبيلة معروفة ولها مكانتها ايضا لحق الحسين عليه السلام في رحلته .

ما يستحق الوقفة والتامل لما نشب القتال وقف جون أمام الحسين ( عليه السلام ) يستأذنه في القتال ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : " يا جون أنت في إذن مني ، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا " ، فوقع جون على قدمي أبي عبد الله يقبلهما ويقول : يا بن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم ! ؟ إن ريحي لنتن وإن حسبي للئيم وإن لوني لأسود ، فتنفس علي في الجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ،فأذن له الحسين ( عليه السلام ) ، ثم قاتل حتى قتل.
اما المشهد الخاص بالضحاك ، رافق الإمام الحسين عليه السلام إلى ساحة المعركة، ودخل المعركة معه، وقاتل قِتال الأبطال وأبلى بلاءً حسناً في القتال, استحسَنَــه الإمـــام, ولكنّــه اشترط على الإمام عليه السلام - منذ أن التحق به- أن يجعله في حلٍّ منه، إذا دارت دائرة الحرب عليه ولم يعد ينفعه قتاله ودفاعه عنه.

فلمّا رأى أنّ المعركة قد دارت على الحسين عليه السلام، استأذن الحسين عليه السلام أن يترك ساحة القتال ، فأذنَ له الحسين كما وعَدَه من قبْل، فهرب الضحّاك بن عبد الله المشرقيّ بنفسه من ساحة المعركة.

ان الضحاك قاتل وفي حساباته حماية نفسه قبل حماية الحسين عليه السلام واستطاع ذلك والا فهو ليس باشجع ممن استشهدوا قبله لا سيما ابي الفضل العباس عليه السلام والحر الرياحي ، ولكن نواياه لم تكن سليمة ، بينما جون يعلم انه سيقاتل فرسان ولكنه تسلح بالولاء والايمان وكانت غايته نصرة الحسين عليه السلام .

اليوم نجد الكثيرين من اصحاب المواهب والكفاءات واصحاب الدراسات والدورات وتقديم الاطروحات ، لا يحملون في داخلهم الولاء والايمان المطلوب فمثل هؤلاء لا نثق بما يمكنهم من تقديمه لنا حتى وان سارت الامور معهم على ما يرام ففي اقل محنة او اغراء من الغير يبيع ما لديه ويلتحق اينما تكون مصلحته كالضحاك .

واما من يحمل الولاء والايمان فانه بالرغم من انه قد تكون خطواته التطويرية بطيئة الا انها مفعمة بالولاء ويمكن تطويرها ونامن بانه لا يغدر
نحن نريد ما عند جون ولا نريد ما عند الضحاك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك