المقالات

سنة العراق بين واقعية طهران وخبث واشنطن

1788 03:21:07 2015-03-16


تعرض العراق منذ عام 2003 وحتى هذه الأيام الى محاولات متعددة داخلية وخارجية من اجل اعادة رسم الخارطة السياسية بالطريقة التي تتلاءم مع توجهات عدد من الدول العربية والإقليمية والدولية دون ان يدركوا معانات الشعب العراقي وتضحياته المتواصلة ودون ان يتركوا له فرصة تقرير مصيره بطريقة حقيقية وبعيدة عن الوصاية والمتاجرة بدماء ومعانات أبناءه.

وحتى نقترب من المؤامرة بشكل حقيقي فان واقع الحال يفرض علينا القول إن أكثر من يتعاطى مع موضوع افتعال الأزمات وتعقيد الوضع بألف طريقة وطريقة هم بعض ساسة وشيوخ وقادة المكون السني ممن يرتبطون بأجندات ودول متعددة فمنهم من يرتبط ارتباطا مباشرا بتركيا وقطر ومنهم من يرتبط ارتباطا مباشرا بالسعودية ومنهم من يرتبط بالبعث وإجرامه ومنهم من يرتبط بأمريكا.

ولو أردنا ان نعود الى الخلف قليلا ونستعرض صور الانتهاكات والجرائم التي قام بها ممن ينتمون الى المكون السني لوجدنا انها جرائم وفجائع مرعبة تبدا من محاولات اشعال الفتنة الطائفية في اللطيفية واليوسفية وسلمان باك وحزام بغداد مرورا بتفجير قبة الامامين العسكريين في سامراء وصولا الى منصات الفتنة والتحريض على قتل الشيعة في المحافظات السنية انتهاءا بالتواطؤ مع مغول ومجرمي العصر جرذان داعش وتسليمهم معظم المناطق السنية مع امنيات ان يتم استرجاع بغداد واعادة اللعبة السياسية وحكم الاقلية وكما كان عليه العراق قبل 2003.

ان ما يؤشر طوال تلك السنوات هو ان جميع جيران العراق كانوا ينظرون الى تجربة العراق الديمقراطية بريبة وحقد باستثناء جمهورية ايران الاسلامية والكويت بدرجة اقل مع ما يحدث في الكويت بين فترة واخرى من انفلات لبعض التنظيمات الارهابية الوهابية اما الدول الاخرى فكانت منطلق ومستقر للقتلة والمجرمين ومحلا وبيئة مناسبة للدسائس والمؤامرات.

هذه المفارقة العجيبة الغريبة في تعاطي الدول العربية والاقليمية مع العراق تشابهها حالة من التناقض في توجهات مكونات الشعب العراقي ففي الوقت الذي يرى اكثرية ابناء الشعب العراقي دورا ايجابيا لايران في مستقبل العراق كانت الاقلية ترى العكس بل ترى في ايران دولة باغية ومعتدية لا لشي الا لانها تساند العملية السياسية في العراق التي لا تروق لهم ولا تمثل خيارا استراتيجيا لهم.

نقمة المكون السني على ايران لا يمكن ان تنتهي او تتلاشى مع موقف او مرحلة محددة انما هي حالة متاصلة وتعود جذورها الى اكثر من الف واربعمائة سنة وتتداخل فيها عوامل الجهل والحقد والطائفية وليس لها صلة بالاسلام لا من قريب ولا بعيد.

اليوم يكون المكون السني اكثر الاطراف العراقية تضررا بعد ان فقد الامن والاستقرار وفقد مدنه وقراه وبعد ان استبيح شرفه وكرامته ومن صنع يديه لكنه مع ذلك لا زال يتعامل مع الاحداث بعقلية العصور الحجرية ولازالت ايران عدوته في نظر الاطراف التي اشرنا اليها ،ولا زالت امريكا صديقة وموثوقة الجانب ولا زال قتلة ومجرمي السنة ابطالا ورجالا طالما انهم يقتلون الشيعة حتى وان اطاحوا بهيبة عرب الغربية وشرف رجولتهم.

لا توجد مقارنة حقيقية بين الطرفين لان ايران تساعد العراق في التخلص من خطر الارهاب وتساهم مساهمة مباشرة في تخليصه من جرذان داعش بالسلاح والعتاد والمستشارين اما امريكا المخاتلة الخبيثة فلازالت تقدم قدما وتأخر اخرى لغاية في نفس اوباما ورغم ان أمريكا تساهم في اطالة امد معانات السنة بما تقدمه من دعم واسناد لداعش.

ان صوت سنة العراق لم يعد مؤثرا وفقد كل بريقه حتى من اقرب مريديه ولن يكون رفضه او قبوله هو العامل الاساس في مستقبل العراق بعد ان اطاح بكل حقوقه وسلمها الى الدواعش والأمريكان.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك