المقالات

الإعلام الطائفي، إغتيال الوطني ....!

1150 19:34:02 2015-03-14

تعمل الكثير من المؤسسات الإعلامية العراقية بمنهج الإنكفاء الطائفي، سواء ً الشيعية أم السنية ، كما يحلوا للبعض ان يعلن تشدده الطائفي عبر قنوات " فضائية " مرئية ، مايجعلها تظهر في إطار التوجيه الحزبي أو الطائفي المتشدد ، وليس مخاطبة رأي عام قائم على التنوع المذهبي والطائفي والعرقي والديني واللاديني ايضا ً.

مبادئ ورسالة الإعلام ولوائح الشرف المهني ، تقف على نقيض هذه التوجهات التي لاتكتفي بإغتيال ماهو وطني وحسب ، بل تسهم على نحو فاعل في خلق اجواء الإحتراب الطائفي وإيقاد فتيل الشحن والتناحر والصراع حتى الوصول لدرجة الحرب الطائفية ، لأن الحروب في عموم أنواعها تولد بفضاء الإعلام ثم تتطور الى تبادل الرصاص في الميادين المتحاربة .

البعض صار يفتخر ان له إعلام طائفي وعدد من الإعلاميين الطائفيين ، ينهضون بمهام التصدي والترويج الطائفي أوالعنصري ، بينما عموم الإعلام الطائفي أوالعنصري لايتعدى ان يكون اصداء ً لصيحات سياسية، محقونة بشحنات تنابز وروح عدائية تحمل عدوى الطائفية السياسية التي تقف وراء تحطيم العراق سياسيا ً وإجتماعيا ً.

الإشكالية التي تواجه أجهزة الرقابة أو الجهات المعنية بالبث والإرسال والنشر ، ان هذه المؤسسات الإعلامية تعد واجهات لقوى سياسية نافذة ومستنفرة ،وأخرى عدائية تقيم وتبث من خارج الوطن ، وهي لاتجيد من معاني الإعلام سوى منهج الإعلام الايديولوجي أو الشمولي الذي يقتصر على مهام الدعاية والتمجيد ، أو الطعن وتفخيخ الأجواء بعدائية صارخة .

نمط غريب وشاذ صار يتبلور في الساحة الإعلامية أو الدعائية " الفضائية " ، يتمثل في إنحدار العديد من العناصر رجال ونساء الى هذه المهنة التي جعلها تبدو أيسر المهن التي لاتحتاج من مهارة سوى الصراخ وشتم الضيوف أو محاكمتهم ، أو يذهب بعضهم بحديث يتسم بالإسفاف وإنعدام الذوق ، وهشاشة الفكرة أو تعفنها ، ناهيك عن أخطاء النطق واللغة وغياب أية لمسة جمالية ، ولعل الحالة تتركز أكثر لدى بعض مقدمات البرامج المترعة بالسذاجة والأمية وتخمة اصباغ المكياج .

الأمية الطاغية في الساحة الإعلامية وإرتفاع الصراخ الطائفي ، ترشح عن التكوين الداخلي للقوى السياسية الطائفية ، واهدافها التي اسقطت من حساباتها ماهو وطني وثبتت ماهو طائفي ، وبهذا يكون السياسي والإعلامي المترشح عنه ، أدوات قمع وتفريغ لما هو وطني ، وهذا إعتداء على الوطن والمواطن الذي يجد نفسه مجبرا ً على تحمل هذا السقم الذي يملأ الآفاق .

التنوع الطائفي والمذهبي والعنصري ليس ميزة للعراق وحده في المحيط الإقليمي ، بل نظير العراق نجد المشهد اللبناني ، لكن من يدقق النظر في المشهد الإعلامي المتنوع بصفحاته السياسية، يجد اشتراك عموم فضائياتهم المعروفة والمؤثرة مثل المستقبل والميادين والجديد والمنار وال L BC وNbNواللبنانية ، تلتقي جميعها تحت سقف المواطنة والدفاع عن الوطن ، وينبغي للإعلاميين العراقيين إدراكه جيدا ً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك