المقالات

المرأة المسلمة: ملكة لها حاشية

1376 2015-03-14

إستثمار النساء بأساليب أقرب الى التوحش، في أسطورة الماضي الموؤد، وسخونة الدموع، وصراخ الأيتام، كانت مشاهد مؤلمة، أوجعت القلوب، وأحزنت النفوس، أيام الجاهلية الحمقاء، فأكثر الأشياء ألماً، حينما تريد أن تشكو لميت، بما يفعله الأحياء في عالم اليوم، من قساوة وإنحطاط، وإبتذال وإستهانة، بمكانة المرأة وقداستها.

سأل أحد الرجال الإنكليز شيخاً مسلماً: لماذا لا تسلم المرأة المسلمة على الرجال كلهم؟ فرد الشيخ قائلاً: هل يستطيع أحدكم، أن يسلم على الملكة، التي تحكمكم في بريطانيا؟ فقال الإنكليزي: هناك قانون يحدد سبعة أصناف من الناس، يجيز لهم ذلك، فرد الشيخ قائلاً: ونحن كذلك عندنا أحد عشر صنفاً يجوز لهم ذلك، وهم (الأب والأخ والجد والزوج ووالد الزوج ووالد الزوجة وأبن الأخ وأبن الأخت وأبن الأبن وأبن البنت) فهي ملكة، ولها حاشية تسلم عليها، أما ما تبقى منهم فهم عامة الشعب.

لقد كانت المرأة وما زالت، بحيرة تفيض بالخير، والعفاف ومكارم الأخلاق، تحاول ربط الخيوط، التي قطعها الفساد والإنحلال الأموي، لتفرز جيلاً مؤمناً، لم يترك بلا أسماء أو بلا تواريخ، فتربعت على قمم الجبال، وحفرت الخلود في صفحات الصبر، والإيثار والإصلاح والتحدي، وأولهم سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين، الصابرة الممتحنة، الراضية المرضية، الطاهرة الصديقة، المظلوم بعلها، والمقتول ولدها، إنها فاطمة الزهراء (عليها السلام). 

التراث الفاطمي المفقود، المنسي عمداً وتعمداً، من قبل زمرة أصحاب السقيفة، بات واضحاً، لأنها الحقيقة التي ترفض النوم، في توابيت وقبور التافهين، والطارئين على الخلافة الإسلامية، وأحاديثهم لا تعدو كونها هذياناً، لمختلين فقدوا التوازن، لا لشيء إلا بغضاً وحقداً، على مدينة العلم وبابها، فأختبئوا في جحورهم، يحيكون المؤامرات، فجعلناهم أسفل سافلين.

أمام محكمة الإسلام العظمى، والضمير الإنساني العالمي، تنهض بضعة الرسول (عليه الصلاة والسلام وعلى آله الأطهار) لتخلد مظلوميتها، بين دفتي التأريخ الخالد، وتنشد الإرهاب الذي تعرضت له، فمرة على شكل ألم يعتصره الباب، ومرة بإحمرار من يد نجسة، ومرة بكسر ضلع لم يراه، الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، إلا وقت رحيلها، ومرة بغصب إرثها، وسيعلم الذين ظلموا آل محمد، أي منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتقين. 
إستشهاد الزهراء (عليها السلام) هو مسيرة حزن، ورحلة رثاء، متواصلة متلازمة، بين الإنسان والقلم النازف، لأنها عملية إنقطاع، عن الحياة في حضرة الوجود الكوني، المتمثل بشجرة طيبة، أصلها في السماء، وفروعها في الأرض، إنها فاطمة وأبوها، وبعلها وبنوها، الذين أذهب الخالق عنهم، الرجس وطهرهم تطهيراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك